رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

فتيات يروين قصص خيانة والديهن على غرار «أبو العروسة».. وعبداللطيف: «حاولوا إصلاحهم»

كتب: إسراء جودة -

11:01 م | الثلاثاء 12 مارس 2019

داوود وطارق في مسلسل

علاقة حميمية تربط الآباء والأمهات بأبنائهم فور الولادة، يسعون طيلة سنوات أعمارهم، لتوفير احتياجاتهم كافة قدر المستطاع، يتجاوزون عن أخطائهم في بعض الأحيان بدافع التسامح والمحبة، لكن تمر الأعوام ويكبر الأبناء ويدركون أن لوالديهم أخطاء قد تتجاوز الأخلاقيات التي سبق وأن أخبروهم بحدودها المسموحة، وهو ما يشتت تفكير الكثير من الأبناء وينصرف بعضهم عن آبائهم.

واستعرضت الحلقة الـ107 من مسلسل «أبو العروسة»، خيانة الأب «داوود» لزوجته وتسريب تسجيل صوتي يجمعه بزوجته السابقة التي تزوجها سرًا، إلى زوجته وابنه وابنته وآخرين، وهو ما تسبب في صدمة ابنته «رانيا»، وابنه «طارق»، الذي استشعر الحرج في تعاملاته اليومية، بسبب التسجيل الصوتي المتداول لوالده، وهو المشهد الذي يتكرر في الواقع عند اكتشاف أحد الأبناء خيانة والده أو والدته، وتجعله ينصرف عنهم رغم فرض بر الوالدين على جميع الأبناء.

«شات جنسي» صادفته الفتاة العشرينية «أ.س» بهاتف والدتها المحمول في أغسطس الماضي، عندما أمسكت به للاتصال بإحدى صديقاتها، لم تتمالك نفسها من الصدمة عندما تصفحت الرسائل التي تجمع والدتها الأرملة بأحد الرجال من دولة عربية أخرى، تضمنت صورًا لها وأحاديث حول أفراد عائلتها، لتصرخ الفتاة بوجه والدتها من هول صدمتها فيما لم تتفوه الأم بأي عبارة شارحة لما يحدث.

أيام من الصمت والانعزال عاشتها الابنة الصغرى دون إخبار أشقائها، كما أوضحت في حديثها لـ«الوطن»، تحاول استيعاب ما رأته وتفكر فيما يجب عليها فعله مع والدتها الأرملة، لتنتهي بمحاولة التحدث معها وإقناعها بالذنب الذي تقترفه: «في البداية ماما كانت بتنفي ده ومسحت الرسايل، لكن بعدين ماقدرتش تنكر وقالتلي أنا مازنتش وكله كلام في الهوا»، وهو ما تكرر لاحقًا لكن بمحادثات هاتفية، تسببت في انصراف الابنة تماما عنها يعد مشادات كلامية دامت لشهرين كاملين: «دلوقتي عايشين في البيت زي الأغراب وبنمثل إننا تمام قدام إخواتي وباقي الناس».

وفي الخامسة عشر من عمرها، شاهدت «ع.ر»، والدها في وضع مخل مع إحدى السيدات، حاول على الفور تدارك الموقف وإخبارها بأنها لم تدرك الأمر بشكل جيد، لكنها بعد مرور 7 أعوام على هذا اليوم، رأته مجددا في أحد الأماكن العامة ممسكا بيد إحدى السيدات: «بعدت على طول وفضلت أراقبه من بعيد وكلمته قالي عندي شغل».

لم تدرك الابنة البالغة من العمر، 22 عامًا، التصرف السليم الذي يجب اتخاذه في هذا الموقف، فآثرت الصمت على فضحه أمام بقية أفراد الأسرة، لكنها لم تتسامح مع تهاونه في حق والدتها وعدم الاهتمام بصورة أبنائه أمام الجميع، وتقول: «مش عارفة إزاي مافكرش فينا ولا في أخويا اللي هيتجوز ولا أنا اللي هيجيلي عريس ولا أمي المحترمة اللي دايما بتستحمله». 

من جانبه، أوضح الشيخ شوقي عبداللطيف، نائب وزير الأوقاف الأسبق، أن الزنا من أقبح الذنوب، التي تأتي على صاحبها بالدمار، فالخيانة منبوذة ومرفوضة تمامًا، لكن الإسلام هو دين الستر، ويأبى إحراج الآخرين أو نشر فضائحهم، لذا فالأبناء ملزمين بألا يفضوا بهذا السر، مع محاولة الإصلاح، واتباع نهج الرسول بالدعوة إلى سبيل الله بالحكمة والموعظة الحسنة.

وأشار «عبداللطيف»، في حديثه لـ«الوطن»، إلى أن بر الوالدين «فرض» على الأبناء في حالة توبة الأب أو الأم الخائنة، فمن تاب تاب الله عليه، لكن الانصراف عنهما «لا يعد عقوقًا» في حالة تكرار محاولة إصلاحهم وصرفهم عن الذنب دون نتائج إيجابية.

وكانت أمانة الفتوى لدار الإفتاء المصرية، قد ردت على أحد التساؤلات بوجوب بر الوالدين ذوي الخلق السيء عبر الموقع الرسمي للدار، وأشارت إلى أن بر الوالدين وصلَتهما والإحسان إليهما فرض على ولدهما؛ سواء أكان ذكرًا أم أنثى، وذلك في حدود رضا الله تعالى ورسوله، فالبر لا يعني الطاعة العمياء، وعلى الولد أن يجتنب مواطنَ الشبهة، وألا يطيع والديه في المعصية.