خطوات متثاقلة اتخذتها "عايدة" في المستشفى فور معرفتها بإصابتها بالسرطان من طبيبها المعالج، توجيهات طبية عدة شرحها لها الطبيب حول التأكد من انتشار الأورام السرطانية بالثدي بالكامل أم انحسارها في منطقة الغدد الليمفاوية تحت أحد الإبطين فقط، مرت على أذنيها كأنها لم تمر، فهي لم تدرك أي من عبارته سوى أنها مصابة بالسرطان وستفقد شعرها بالكامل كما هو الحال مع كثير من المصابات بـ"المرض الخبيث"، لتتجه لصالون التجميل في الحال لترى شعرها في أبهى صورة كما لم تعتد من قبل.

مشهد درامي تابعه الملايين بالأمس، عبر شاشات التلفاز، خلال أحداث الحلقة 107 من الجزء الثاني بمسلسل "أبو العروسة"، فيما تجاوزت عدد مشاهداته مليوني مرة عبر موقع الفيديوهات "يوتيوب"، جسد موقفًا لا ينسى في حياة العديد من محاربات السرطان، اللاتي رأين في أداء الفنانة سوسن بدر تجسيدًا واقعيًا لما مررن به سابقًا، فيما كشفت أخريات لـ"الوطن" مشاعرهن الفعلية التي مررن بها حينها.

تصف السيدة الخمسينية وفاء سيد، ما فعلته "عايدة" بأحداث المسلسل بأنه "واقعي للغاية"، رغم اختلاف رد فعلها عند معرفتها بضرورة استئصال الثدى الأيسر فى أسرع وقت، فهي لم تتمالك نفسها وأجهشت بالبكاء طوال طريق العودة لمنزلها: "وقفت في الشارع ماعرفتش أعمل حاجة وبعدين ركبت تاكسي فضلت أعيط فيه لحد ما وصلت البيت".

محاولة "عايدة" للاعتناء بشعرها قبل أن تفقده بالكامل كنتيجة للعلاج الكيميائي، لم تكن خيار "وفاء" عند بدء تلقيها الجلسات العلاجية ذاتها، فهي قررت اتخاذ خطوة استباقية بإزالته لنفسها قبل أن يسلبها المرض إرادتها ويحملها على فقدانه عنوة: "ماقدرتش أستنى يقع قدام عيني شوية بشوية وقررت أخد الخطوة الأولى بإني أستغنى عنه بإرادتي".

"هو أنا عندي سرطان؟!"، سؤال استنكاري وجهته "عايدة" للطبيب بعدما تفوه بالعديد من العبارات الشارحة لحالتها الصحية، جسدت صدمتها مما سمعت، لتجدها السيدة الثلاثينية سناء إسماعيل، معبرة عما استشعرته عندما أخبرها الطبيب بضرورة إجرائها لجراحة استئصال لأحد ثدييها فى أكتوبر الماضى: "مكنتش مستوعبة هو بيقولي إيه وحسيت إن الدنيا بتلف بيا وخوفت على بناتي يعيشوا من غيري، كل ده في لحظات".

"صحتك أهم من الجمال".. عبارة ظل والدا "سناء" يرددانها على مسامعها، للتخفيف من وطأة المرض عليها، وصرفها عن التفكير في مخاوفها وخطورة مرضها، فيما لم يتردد الزوج فى إظهار دعمه ومساندته لها منذ اللحظة الأولى لمعرفته بمرضها: "ماسابنيش لحظة من وقت ما عرف، وفضل يطمني إنه جنبي وإني هبقى كويسة قريب"، وهو السيناريو الذي تتوقع حدوثه في الحلقات المقبلة من "أبو العروسة"، فالدعم العائلي هو جزء أساسي في العلاج، كما أكدت "سناء" لـ"الوطن".

بالرغم من إصابتها بسرطان الثدي، لم تجد الثلاثينية "سلمى علي" أن شخصية "عايدة" هي المعبرة عن حالتها عند اكتشاف طبيعة مرضها، فمرحلتها العمرية وتعاملها مع المرض تشابه مع حالة "أمينة" التي جسدتها التونسية هند صبري في مسلسل "حلاوة الدنيا"، الذي عُرض في شهر رمضان قبل الماضي، ربما لتقارب المرحلة العمرية التي تنتمي إليها معها، بالإضافة إلى طريقتها في التعامل مع المرض بقوة واتجاهها للعلاج وتلقي جلسات الدعم النفسي كما فعلت "أمينة"، المصابة بسرطان الدم الحاد "لوكيميا".

إيمان داخلي يصاحب "سلمى" بالدور الإيجابي الذي تلعبه الدراما التليفزيونية في التعبير عن حال مريضات السرطان، وترسيخ وعي لدى مختلف الطبقات الاجتماعية بطبيعة المرض وطرق التعامل معه: "طرح معاناة المريضات مهم إننا نلاقي دعم أكبر في المستقبل وبالعكس مش بيأثر على المريضات نفسهم، بالعكس بيشوفوا حالتهم في ناس تانية وده بيقويهم بشكل ما".