للمرة الأولى بعد 10 سنوات من الحبس والعزلة، رأى محمد الغرباوي، طفل الغربية، نور الشمس، بعدما أودعته والدته في غرفة خانقة ظالمة حرمته من أساسيات الحياة، بحجة الخوف عليه بعد وفاة والده، منعت أقاربه من رؤيته وحكمت عليه بالسجن بين الثعابين في الغرفة الظالمة.

مكالمة هاتفية تلقتها هند نجيب، المدير التنفيذي لمشروع "أطفال بلا مأوى" من أهالي قرية سجين التابعة لمركز شرطة قطور بمحافظة الغربية، حيث يقطن الطفل، يشكوها حاله طالبًا الاستغاثة لإنقاذه من سجنه، وبدورها تواصلت مع خط نجدة الطفل التابع للمجلس القومي للأمومة والطفولة.

أبلغت "نجدة الطفل" مديرية أمن الغربية، وجرى توفير سيارة إسعاف لتحرير الطفل، الذي تجاوز عمره الـ17 عامًا، وفي حديثه لـ"هن"، ذكر صبري عثمان، منسق عام خط نجدة الطفل، بأنهم وجدوا الطفل في حالة نفسية وجسدية سيئة، حيث يعاني من هشاشة العظام، كما أنهم عثروا عليه وهو شبه عارٍ منزوي في ركن من الغرفة المظلمة.

وتابع "عثمان" بأنهم قدموا بلاغ ضد والدة الطفل التي تدعى "عزيزة القلمي" والدة الطفل، لتعريضها حياة ابنها للخطر والإهمال فيه، مضيفًا أنه تم تحرير محضر حمل رقم 2143/2019 جنح مركز قطور.

لكن بعد انتهاء التحقيقات، قررت نيابة مركز قطور إخلاء سبيل سيدة الغربية، لثبوت معاناتها من الاضطرابات النفسية، حيث أنها أنكرت أمام النيابة احتجازها لابنها في المنزل، حيث ذكرت بأنه يعاني من مشكلات نفسية.

كما أن النيابة العامة أمرت بتوقيع الكشف الطبي على الشاب المحتجز بمستشفى الأمراض النفسية، لبيان مدى سلامة صحته النفسية، وتبين سلامته من أي أعراض ظاهرية.

ربما المشكلات النفسية التي تعاني منها السيدة هو الظرف الإنساني الذي رأته النيابة العامة للإفراج عن السيدة رغم تعريض حياة ابنها للخطر، لتتشابه هذه الحادثة مع واقعة "طفل البلكونة" حيث جاء أيضًا قرار نيابة نيابة أكتوبر أول، بإخلاء سبيل السيدة التي عرضت حياة طفلها "أسامة" ذو الـ13 عامًا، للخطر.

دقيقة وبضع ثوان هي مدة مقطع الفيديو الذي تداوله رواد مواقع التواصل الاجتماعي لصريخ الطفل "أسامة" حينما دفعته والدته من شرفة المنزل للبحث عن المفتاح الضائع، توسلات الطفل وبكائه المستمر لم ترجعها عن قرارها.

ومراعاة لظروف الأسرة قررت النيابة العامة إخلاء سبيل السيدة "هند"، بعدما أخذت عليها تعهد بعدم التعرض لابنها، وعمل مراقبة مجتمعية من قبل وزارة التضامن تقدم شهريًا عن الطفل وحالته، وتسليم الطفل إلى والده.