رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

خبراء: عمل المرأة الشاق ساعدها في تغيير نظرة المجتمع إليها.. وجعلها قدوة للشباب

كتب: غادة شعبان -

11:09 ص | الجمعة 21 ديسمبر 2018

هالة حماد

يعتبر عدد من خبراء علم النفس والاجتماع احتراف المرأة للمهن الصعبة والأعمال الشاقة، التى هى حكر على الرجال، أمراً مشرفاً وله تأثير إيجابى على الأجيال الجديدة والنشء.

وترى هالة حماد، استشارى الطب النفسى للأطفال والمراهقين، زميل الكلية الملكية البريطانية للطب النفسى، أن تقلد المرأة تلك الأعمال الشاقة ظاهرة جديدة تتحدى من خلالها نظرة المجتمع فى كونها أقل قدراً من الرجل فى الأعمال الصعبة، فتلك الأعمال لا تهينها ولا تجرح كرامتها، خاصةً إذا كانت تعمل سعياً للعيش والكسب وتربية أبنائها، مهما كانت الأعمال شاقة فهى تثبت للجميع أنها قادرة على الانتصار، وتكسر بنجاحها كل الصفات التى أُلصقت بالمرأة، مثل كونها شخصية عاطفيّة تخاف وتبكى بسرعة.

وأضافت "حماد" أن عمل المرأة شىء إيجابى، طالما قررت الخروج له بكامل إرادتها دون إجبار من أحد، فهو يمنحها إحساساً بالمسئولية وأن تكون قدوة للشباب، خاصة من يرفضون العمل الشاق، لأنه "يشعر أنه غير مسئول لما يشوف الست الضعيفة تفوقت عليه وبتشتغل زيه بالظبط"، ما يدفعه للشعور بالخجل كونه شخصاً لا يعمل أو غير متفانٍ فى عمله.

وتابعت: "أنوثة المرأة لم تمنعها من العمل وبناء شخصيتها وتوفير حياة كريمة لها ولأسرتها، وأنها قادرة على تحدى الصعاب والتفوق على الرجل، ولكن بمهارتها وقدرتها الخاصة فى أى مهنة ومن خلال أداء مختلف، ونظرة المجتمع للمرأة هى التى تمنحها حقوقها حينما يتم تناول هذه الأعمال بشكل إيجابى من خلال الأفلام السينمائية والمسلسلات التليفزيونية، فيكون ذلك داعماً لها ويجعلها تخطو خطوات نحو التقدم، فالمرأة المصرية معروفة بكفاحها منذ قديم الأزل عبر العصور، فكانت تقف بجوار زوجها وتشاركه بأعمال الحقل والفلاحة، وتشارك بجميع الأعمال التى تستطيع من خلالها زيادة دخل الأسرة".

ووصف الدكتور محمد هانى، استشارى الصحة النفسية والعلاقات الأسرية، المرأة بـ"الحديدية"، التى توغلت فى المهن المختلفة فنجد القاضية، والإعلامية، والطبيبة، والوزيرة، وتفوقت المرأة أيضاً من خلال الأعمال الشاقة، مثل "نحمده"، سائقة "الميكروباص"، التى التقى بها الرئيس خلال تفقده مشروعات بالعاصمة الإدارية الجديدة، ووعدها بشراء سيارة ميكروباص لها من صندوق تحيا مصر، فهى تعتبر نموذجاً مشرفاً داخل المجتمع، مؤكداً أن دور المرأة مكمل لدور الرجل فى تحمل المسئولية الملقاة على عاتقهما فى إدارة المنزل ورعاية الأبناء.

وأكد "هانى" على ضرورة تلبية احتياجات المرأة ورغباتها، والمحافظة عليها من خلال توفير المناخ المناسب لها، فهى قادرة على تحمل المسئولية وقادرة على تحمل الظروف ومواجهة التحديات.

وتابع: "دائماً أرفع شعاراً وهو أن المرأة متعددة المسئولية غير الرجل، فالله سبحانه وتعالى منحها القوة النفسية لتحمل المسئوليات بجانب الرجل، فهى عاملة وربة منزل وأم لأطفال، وقادرة على الاستمرار داخل عجلة الحياة وإدارة شئونها".

ووجه "هانى" رسالة لكل شاب يجد والدته تعمل فى المهن الشاقة، بضرورة تقديم كل الفخر والعرفان لها لأنها تحدت كل الصعاب لتهيئة حياة كريمة له ولأسرتها: "كل أسرة تتكيف حسب الظروف التى تطرأ عليها، وهناك ظروف تجبر المرأة على العمل الشاق لتوفير الدعم المادى للأسرة، خصوصاً فى حالة غياب الرجل لظروف ما كانفصال بينه وبين الأم، فالحياة تتطلب المقاومة والصمود والمواجهة والنفس الطويل".

من جانبها، أكدت الدكتورة هالة إبراهيم، أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس، أن السيدات اللاتى امتهن أعمالاً شاقة اقتصرت سابقاً على الرجال استطعن تغيير النظرة المجتمعية المصاحبة لعمل النساء، وتمكنّ من إثبات جدارتهن فى تحقيق الذات وبناء مستقبل أسرهن، بعيداً عن الأدوار المألوفة للسيدات فى المجتمع.

"عدم التمييز على أساس النوع"، هو مطلب واضح أشارت إليه أستاذ علم الاجتماع عند التعامل مع الرجال والنساء بمختلف مجالات العمل، موضحة أن الجميع يمتلك القدرات والمهارات لأداء الكثير من الأعمال، مع اختلاف الفروق الفردية بين الأشخاص، مؤكدة أن صاحبات المهن الشاقة يشعرن بالسعادة والإنجاز بما حققن، دون النظر لصعوبة العمل ذاته.