رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

«شيّالة أنابيب وحارسة تكاتك».. صفاء «أم بـ100 راجل»

كتب: محمد غالب -

12:44 م | الأحد 14 أكتوبر 2018

من «شيل الأنابيب» إلى حراسة التكاتك: اللى معاه «صفاء».. مايشيلش هَم

لم تتخل يوماً عن زوجها، ساندته فى شبابه، كان بائعاً متجولاً، يأتيه الرزق حسب حظه، أما هى فكانت ترضى بالقليل. مع زيادة مصاريف البيت ومتطلبات الأولاد السبعة، اضطرت صفاء أبوضيف إلى النزول للعمل لكى تساعد فى المصاريف، وذلك على الرغم من كبر سنها ونحافة جسدها.

بدأت «صفاء»، 60 عاماً، العمل فى مهنة بيع الأنابيب، كانت تحمل الأنبوبة رغم ثقلها فوق رأسها، وتتوجه من شقة إلى أخرى، ومن عمارة إلى الثانية، كان الأمر مرهقاً وشاقاً لكنها تحملت من أجل أن تسند زوجها وتقف إلى جواره: «على قد ما بيع الأنابيب كان متعب بالنسبة لى، لكنها هى اللى قوتنى على الحياة، وخلتنى قادرة أشتغل حتى بعد ما جوزى مابقاش قادر يشتغل».

مرض الزوج وأصبح غير قادر على العمل، وكبرت الزوجة وأصبحت غير قادرة على حمل الأنبوبة والصعود بها درجات السلم، لكن المسئولية ما زالت فى عنقها فبحثت عن مهنة أخرى، سايس جراج خاص بالتكاتك فى شارع 6 أكتوبر بمنطقة ناهيا فى الجيزة، قبلت التحدى ونجحت فى معركتها مع الحياة، حتى زوجت بناتها الأربع وساعدت الشباب الثلاثة: «أكل العيش عاوز كده، جوزى مايقدرش يشتغل، كان لازم أقف جنبه». يبدأ عمل «صفاء» منذ السادسة صباحاً، تقف فى الجراج وسط عربات التوك توك المتراصة بنظام شديد، مهمتها هى تسلم عربات التوك توك من السائقين وركنها ثم تسليمها لهم: «السواقين غلابة خالص، كلهم شباب مش لاقى وبيتعب علشان لقمة العيش، وبحاول يكون لسانى حلو معاهم، وكلهم بيحترمونى». دقائق قليلة تختلسها «صفاء» من أجل النوم داخل أى توك توك، فجسد المرأة الستينية يحتاج إلى راحة، لكن صوت موتور توك توك يقترب منها كفيل بأن يقطع عليها راحة لم تكن من نصيبها، فتنزل بسرعة لتقوم بمهمتها، مرددة: «اطلع عجلة لقدام، وخلى بالك من المراية».

بعد 12 ساعة عمل، تعود إلى بيتها لتلبى طلبات زوجها المريض، ومسئوليات منزلها: «الدنيا عمرها ما كانت سهلة، طول عمرى شقيانة، واتعلمت كده من الناس والحياة، كل الناس بتشقى، علشان أهاليهم وعلشان لقمة العيش، وأنا الحمد لله راضية بقليله ومحدش بيبات من غير عشا».

الكلمات الدالة