رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

بسبب "السحر والغيرة".. القصة الكاملة لمقتل الطفل "مصطفى" على يد زوجته عمه

كتب: محمود الجارحى وجيهان عبد العزيز -

01:59 م | الأربعاء 26 سبتمبر 2018

صورة أرشيفية

في منتصف أبريل الماضي، ظهرت جثة لطفل لم يتجاوز الرابعة من عمره، في صندوق قمامة بمنطقة الوراق، وبحسب ما جاء في التحريات والتحقيقات، فإن زوجة عمه وراء ارتكاب الواقعة.

نسبت التحريات إلى المتهمة أنها ارتكاب الواقعة بسبب الغيرة والحقد على والدي الطفل، وقالت المتهمة المنسوب إليه تهمة القتل العمد، بأنها والدة الطفل كانت تقوم بأعمال سحر لها.. واعترفت المتهمة مرة أخرى أمام محقق نيابة حوادث شمال الجيزة، في أثناء إعلانها بقرار إحالتها للمحاكمة الجنائية أمام محكمة الجنايات، بتهمة القتل العمد، صباح اليوم 26 سبتمبر.

جاء قرار إحالة المتهمة إلى المحاكمة الجنائية، بعدما تسلمت النيابة تحريات المباحث النهائية حول الواقعة، وتقرير الطب الشرعي الخاص بالمجني عليه "مصطفى" 3 سنوات، وأكد أنه لفظ أنفاسه الأخيرة نتيجة تعرضه للخنق.. التفاصيل التي جاءت في ملف القضية من خلال التحريات والتحقيقات كالتالي:

- طفل مقتول في صندوق قمامة:

عثر أهالي قرية طناش بحي الوراق، شمال محافظة الجيزة، على جثة طفل في صندوق القمامة، منتصف شهر أبريل الماضي، وأسرع عدد من الأهالي إلى قسم شرطة الوراق، وأخبروا رئيس المباحث بتفاصيل العثور على جثة الطفل، وانتقل المقدم هاني مندور بصحبة اثنين من معاونيه، إلى مكان البلاغ.

وتبين أن الجثة لطفل يبلغ من العمر 3 سنوات، عثر عليها داخل جوال دقيق أبيض، وحول رقبته ويده اليمنى قطعة من جلباب حريمي بنية اللون، وأخطر آنذاك رئيس المباحث اللواء رضا العمدة مدير الإدارة العامة للمباحث، بتفاصيل البلاغ، وفور تلقي البلاغ، انتقل اللواء رضا العمدة مدير الإدارة العامة للمباحث، واللواء محمد عبد التواب نائب مدير الإدارة العامة للمباحث إلى مكان البلاغ، وعاينوا مكان الواقعة، وانتشرت القوات في محيط القرية بالكامل، لمعرفة عما إذا كان هناك طفلًا متغيبا أم لا.

بعد نحو ساعة من البحث، توصلت التحريات إلى أن هناك صاحب محلات أسماك يبحث عن ابنه المفقود منذ 4 ساعات من أمام منزله، وفي عمر الطفل نفسه ويحمل المواصفات نفسها، والتقى ضباط المباحث والد الطفل، وانتقل إلى مكان الجثة، وتعرف الأب على ابنه، وقال الأب إن الجثة لابنه مصطفى.

- الغموض يسيطر على مقتل الطفل:

استجوبت القوات تحت إشراف اللواء محمد عبد التواب نائب مدير الإدارة العامة للمباحث، وقال "الأب" إنه ليس له خلافات مع أحد ولا يوجد دافع للجريمة، هو وزوجته يمارسان نشاط الاتجار في الأسماك، ولا يوجد خصومة مع أحد، وعقب الانتهاء من الاستماع لأقوال والد الطفل، وأخطر المستشار المحامي العام الأول لنيابات شمال الجيزة، وباشر التحقيقات، وانتقل للمعاينة مدير نيابة حوادث شمال الجيزة، وقررت النيابة آنذاك عرض الجثة على الطب الشرعي، لتشريحها لبيان أسباب الوفاة.

وبالتزامن مع معاينة النيابة، عقد اللواء رضا العمدة مدير الإدارة العامة للمباحث، اجتماعًا موسعا مع إدارة البحث الجنائي بقطاع شمال الجيزة، لوضع خطة بحث لكشف ملابسات الواقعة، وجاءت بنود الخطة كالتالي: "مناقشة رواد المنطقة، والمارة التي تصادف وجودهم في وقت قريب من وقت العثور على الجثة، فحص علاقات وتعاملات والد الطفل، مناقشة سائقي الميكروباص والسرفيس، الذين يتحركون في الطريق نفسه بشكل مستمر، لبيان عما إذا شاهدوا أحدًا وهو يلقي الجوال الذي عثر بداخله على جثة الطفل من عدمه، لعدم وجود دافع للجريمة، ولا مشتبه به حتى الآن".

- زوجة العم قتلته بسبب "الغيرة والحقد":

على الرغم من الغموض الذي سيطر على الواقعة، فإن القوات واصلت البحث والتحري، حتى توصلت إلى معلومات وشهود أدلت بأوصاف زوجة عم الضحية، وهي تستقل سيارة ميكروباص وتحمل معها جوالًا بلون الجوال نفسه، الذي عثر بداخله الجثة، بعد مرور 8 أيام من وقوع الجريمة.

وذكرت التحريات أن هناك غيرة وحقد من زوجة عم الطفل لوالديه، وأرسلتها للنيابة العامة، وأصدرت النيابة قرارًا بضبط وإحضار المتهمة لمناقشتها كمشتبه بها بارتكابها للواقعة، وتمكنت القوات من ضبطها، ومثلت المشتبه بها بارتكاب جريمة قتل "مصطفى"، وتدعى "نورا" ربة منزل في العقد الثالث من العمر، ومتزوجة من 10 سنوات، ولديها 3 أطفال، أمام اللواء رضا العمدة مدير الإدارة العامة للمباحث، واعترفت بارتكابها للواقعة.

وجاء فى محضر الشرطة، أن المشتبه بها بقتل الطفل، اعترفت وقالت في محضر الشرطة: "إنها تشعر بالغيرة من والدي الطفل نظرًا لأنهما ميسوروا الحال لعملهم في مجال صيد الأسماك والتجارة فيها، كما أنها تعتقد أن والدة الطفل تقوم بأعمال السحر لها لإيذائها".

وأضافت في محضر الشرطة، أنها قررت خطف الطفل ومساومة أسرته لدفع استدرجته من أمام منزله بحجة اللهو مع طفلتها ثم اصطحبته إلى سطح منزلها وكبلت يديه وكممت فمه وعصبت عيناه باستخدام جلباب حريمي، وأوضحت أنها خشيت افتضاح أمرها فكتمت أنفاس الطفل حتى فارق الحياة، ووضعته داخل جوال دقيق فارغ بحقيبة خضراوات، واستقلت سيارة ميكروباص وألقت الجثة في مقلب قمامة.

- إحالة للجنايات:

عقب تسجيل اعترافات المتهمة، أخطر المستشار المحامي العام الأول لنيابات شمال الجيزة، وخضعت زوجة عم الطفل، للتحقيق بتهمة القتل العمد للضحية، واعترفت بارتكاب الواقعة، ومثلت الجريمة بالصوت والصورة، ووجهت لها تهمة القتل العمد.

وقررت النيابة حبسها على ذمة التحقيقات على مدار الـ5 أشهر الماضية، حتى تسلمت النيابة تقرير الطب الشرعي الخاص بالمجني عليه، وتحريات المباحث النهائية حول الواقعة، وأحيلت إلى المحاكمة الجنائية أمام الجنايات.