رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

"عربة السيدات" بعد رفع أسعار التذاكر.. "صراخ ونقاش واستسلام للواقع"

كتب: إسراء جودة -

02:31 م | الجمعة 11 مايو 2018

صورة أرشيفية

أصوات متعالية وصفوف متوالية تستقبلك فور اقترابك من منفذ بيع التذاكر بمحطة مترو "عين شمس"، في صباح اليوم الأول من تطبيق قرار رفع أسعار تذاكر مترو الأنفاق، الذي اتخذته وزارة النقل مساء أمس، تقف بعض السيدات والرجال يحسبون عدد المحطات التي يمرون بها يوميًا للوصول إلى وجهتهم الأخيرة، فيما فوجئ آخرون بالأسعار الجديدة دون الاستعداد لها قبل الخروج من منازلهم.

تذاكر صفراء وخضراء ووردية اللون تفاوتت أسعارهم بين 3 و5 و7 جنيهات تبعًا لعدد محطات الرحلة الواحدة للفرد، لم تؤثر على حدة الغضب داخل المواطنين باختلاف تبعيتهم لتلك الفئات، لكنها وحّدتهم على رفض القرار بالكامل رغم اختلاف التكلفة الإضافية على كل منهم.

نقاشات حادة بين السيدات تجدها فور الدخول إلى العربة المخصصة لهن، بين رصد للأسعار التي ارتفعت مؤخرًا، والشكوى بسبب عدم مقدرة بعضهن على التعايش مع الغلاء، فيما سيطرت حالة من الوجوم على وجوه بعض السيدات والشابات اللاتي اكتفين بمراقبة الوضع الجديد دون إبداء آراءهن.

"24 جنيه في اليوم مواصلات بس.. هجيب منين لده كله".. صرخة أطلقتها "أم مريم" بصوت عالِ ووجه يملؤه الغضب تعبيرًا عن ضيقها من رفع سعر تذكرة مترو الأنفاق، فهي لم تكن تعلم عن تلك الزيادة سوى عند توجهها إلى منفذ بيع التذاكر بمحطة مترو المرج، الذي تتوجه إليه يوميًا للوصول إلى وجهتها بمحطة جامعة القاهرة، التي تنتقل من بعدها إلى منطقة الطالبية باستخدام الميكروباص أو الأتوبيس.

وتسرد "أم مريم" تفاصيل مشوارها اليومي إلى مقر عملها بالطالبية، لـ"هن"، قائلة: "2 جنيه من بيتي للمترو و7 جنيه تذكرة و3 جنيه للطالبية يعني 12 جنيه عشان أوصل لشغلي بس"، مشيرة إلى صعوبة تحملها وزوجها لتلك النفقات، بخاصة مع متطلبات أطفالها الثلاثة.

وتضيف: "كده فلوسنا هتخلص في المواصلات والكهرباء والمياه.. نعيش إحنا منين دلوقتي".

في جهة أخرى من العربة ذاتها، وقفت مروة حسين، 24 عامًا، حاملة تذكرتها الوردية تتحدث إلى سيدة تقف إلى جوارها حول الأسعار الجديدة، لتخبرها عن استعدادها لترك عملها بالمعادي إن لم يرفعوا أجرها الشهري ليتناسب مع زيادة أسعار المواصلات.

وتوضح مروة، لـ"هن"، أنها تعمل بأحد فروع مراكز البصريات بالمعادي وتتقاضى راتبًا شهريًا نحو 1250 جنيهًا، وهو ما تجده غير كافيًا بعد تغيير سعر تذكرتها إلى 7 جنيهات، قائلة: "400 جنيه مواصلات مش هتخليني أعرف أكمل نص الشهر بالمرتب.. معنديش حل غير يا يزودولي المرتب أو أشوف شغل تاني من بكرة في مكان قريب مني".

وبين الأحاديث الغاضبة للسيدات بالعربة، دخلت إحدى البائعات المتجولات تعلن عن أحد المنتجات بسعر 3 جنيهات، قائلة: "هو المفروض بـ3 جنيه بس أنا هبيعه بـ10.. يعني التذاكر تزيد واحنا لأ"، لتتحول بعض الأصوات الغاضبة إلى ضحكات متوالية، ليأتي الرد إليها: "خلاص محدش هيشتري حاجة تاني.. فلسنا".