عالم فضائي تسبح فيه أجرام سماوية تضم نجوم وكواكب ومجرات، يسيرون جميعهم في تناغم حركي وشكلي وفق نظم محدد لا يسع الإنسان التدخل أو التغيير في تفاصيله، ولكن حاول مجموعة من الشباب والفتيات محاكاته في نموذج مصغر يجمع أعلام الفن والأدب المصري بجدارية فنية في مدخل ممر محطة "الأوبرا"، بالخط الثاني لمترو الأنفاق.

لوحات جدارية أزالت آثار التشويه، الذي طالما حملته جدران محطة مترو "الأوبرا" منذ سنوات، وحولتها إلى مزار يقبل الكثيرون على رؤيته والتقاط الصور إلى جانبه، بعد توّلي بعض أعضاء مبادرة "تيجي نلونها"، التابعة لجمعية "مبدعون"، مهمة تجميلهم وإعادة الروح إليهم مرة أخرى.

رغبة في إظهار محطة مترو "الأوبرا" بشكل يتناسب مع المعالم الثقافية الواقعة بتلك المنطقة، كونها تجمع بين دار الأوبرا المصرية وبرج القاهرة وكورنيش النيل، راودت شباب الفنانين ليقرروا وضع تصور مبدئي لطريقة تجميلها وعرضه على إدارة مترو الأنفاق، الذين وافقوا على توفير المعدات للفنانين والفنانات وإفساح المجال إليهم لإظهار إبداعاتهم الفنية.

وأوضح صالح العنبري، المشرف الفني على الجدارية، أن اختيار الشكل الفضائي ودمجه مع رموز الفن والأدب يرجع إلى تناغمه مع وجود رمز ثقافي مهم مثل دار الأوبرا المصرية، التي تقع على بعد أمتار قليلة من محطة مترو الأنفاق.

وتضمنت الرسوم صورًا لعدد من أعلام الفن المصري، ومنهم: أم كلثوم، وفاتن حمامة، وشادية، وعبدالحليم حافظ، ومحمد عبدالوهاب، ونجيب محفوظ، ومحمود مختار، وتحيطهم خلفية مستوحاة من عالم الفضاء بتكويناته اللونية المتجانسة.

"20 يومًا"، هي المدة التي استغرقها أعضاء المبادرة البالغ عددهم 11 فردًا، للانتهاء من رسم وتلوين الجدارية بالكامل، حسبما أكد "العنبري"، لـ"هن": "كل شخص اختار يرسم شخصية مختلفة بيحبها تعبر عن المكان، ووزعنا المهام بيننا بشكل منظم لمدة 6 ساعات يوميًا".

ردود فعل إيجابية أسعدت أعضاء المبادرة فور فتح ممر محطة مترو الأنفاق أمام المارة والمسؤولين بالأمس، ودفعتهم للتفكير في مخططاتهم لتجميل بقية محطات الخطين الأول والثاني لمترو الأنفاق، ويقول "العنبري": "التعليقات كانت لطيفة ومرضية لينا وشجعتنا نكمل بشكل أقوى".

كان الدكتور هشام عرفات وزير النقل، قد زار الممر بمحطة مترو الأوبرا بالأمس، بصحبة المهندس علي الفضالي رئيس الشركة المصرية لإدارة وتشغيل مترو الأنفاق.

وأشاد "عرفات" بهذه التجربة وبخطة شركة المترو وجمعية "مبدعون" لاستكمال تجميل محطات المترو، للوصول إلى الشكل الحضاري المميز لمحطات هذا المرفق الحيوي المهم.