كل الأمور والعادات يمكن أن تتحول إلى إدمان متى فقد الإنسان السيطرة عليها وعلى درجة تواترها، بما في ذلك التدخين والطعام واستخدام الإنترنت والمحمول، وكذلك ممارسة الجنس أو الانشغال به.

ولكن هل يكون إدمان الجنس أمرا سيئا أم محببا؟ قد يظن البعض أن إدمان المتعة الجنسية هو أمر ممتع للمرء وشريكه، إذ يضمن لهما نشاطا حميميا مكثفا وحياة جنسية حافلة، إلا أنه في الواقع الأمر، قد يطيح تماما بصحته الجنسية واستقراره النفسي وشريك حياته.

يكون الشخص مدمنا للجنس حينما يفقد السيطرة على نشاطه الجنسي ولا يستطيع التحكم به، أو ينشغل برغباته وتخيلاته الجنسية بشكل يعوق سير حياته الشخصية والجنسية والعملية بطريقة سوية، وذلك بما يتضمن ممارسة الجنس مع أكثر من شريك أو مقابل المال والاستمتاع الذاتي (العادة السرية) ومشاهدة الأفلام الإباحية، وهو ما يطلق عليه أيضا "النشاط الجنسي القهري"  Compulsive Sexual Behavior أو فرط النشاط الجنسي hypersexuality أو اضطراب الإفراط الجنسي hypersexuality disorder، ويقع تحت مظلة الاضطرابات النفسية.

ويمكن أن يؤثر إدمان الجنس سلبا على حياة من يعاني منه، وذلك حينما يفقد الإنسان السيطرة على رغباته ونشاطه الجنسي، يصبح من الصعب جدا أن يلتزم بعلاقة طويلة أو متوسطة الأمد مع شريك جنسي واحد، نظرا لاحتياجه المتزايد للانخراط في نشاطات جنسية متنوعة أو التخطيط لها على مدار يومه والتخلي عن أية نشاطات اجتماعية أو عملية أخرى في سبيل ذلك، وهو ما لا يتناسب غالبا مع احتياجات ومتطلبات الطرف الآخر الجنسية والحياتية.

ولا يقتصر الأمر على فقدان الاستقرار العاطفي مع شريك حميمي واحد، وإنما يمتد كذلك إلى إمكانية تعرض الفرد لمخاطر شخصية وقانونية نتيجة عدم قدرته على السيطرة على نشاطه الجنسي علنا في مكان العمل والأماكن العامة على سبيل المثال، بالإضافة إلى ارتفاع احتمالات إصابته بالأمراض المنقولة جنسيا بشكل ملحوظ.

يتم تشخيص الفرد بكونه يعاني من فرط النشاط الجنسي أو إدمان الجنس إذا كان يعاني من بعض أعراض التالية:

1- التفكير في الجنس أو ممارسته بشكل متزايد ومتصاعد، إلى حد يستغرق الجزء الأكبر من وقتك ولا تستطيع السيطرة عليه أو التحكم في وقت أو معدل حدوثه.

2- عدم القدرة على مقاومة نوع معين أو عدة أنواع من الممارسات الجنسية أو التوقف عنه، والشعور بالذنب إزاء ذلك، وفشل كافة محاولاتك للامتناع عنها.

3- الانخراط في علاقات جنسية متعددة دون وعي بغرض ممارسة الجنس فقط، وفي مقابل المال أحيانا.

4- تجاهل كافة الواجبات والالتزامات المتعلقة بالمنزل أو العمل أو الحياة الاجتماعية، مهما بلغت درجة أهميتها، في سبيل ممارسة الجنس.

5- الشعور بأعراض الانسحاب جسديا ونفسيا عند الفشل في تحقيق النشاط الجنسي المنشود.

6- استخدام الجنس واللجوء إلى ممارسته للهروب من مشكلات أخرى مثل الاكتئاب أو الشعور بالوحدة واليأس.

7- مواصلة الانخراط في علاقات جنسية قد تلحق بك أو الآخرين الأذى، مثل نقل أو اكتساب العدوى المنقولة جنسيا، أو فقدان العمل أو تهدد بملاحقتك قانونيا وفقدانك حريتك أو علاقاتك الإنسانية المقربة.

8- ممارسة الجنس أو الاستمتاع الذاتي في الأماكن العامة.