داخل منزل ريفي مكون من طابقين بمنطقة أبورواش، في مدينة كرداسة شمال محافظة الجيزة، وقعت جريمة قتل، وطبقا لما ورد في محضر الشرطة، فالجريمة هي قتل "طفلة" خنقا على يد طليقة عمها، بسبب التشهير بسمعتها.

التحريات أكدت أنّ المتهمة طفلة (15 عاما)، وأنّها عروس جديد وحامل في شهرها التاسع، وتُعامل معاملة خاصة حتى تضع مولودها، الواقعة ضمت تفاصيل كثيرة، سطرتها تحريات وتحقيقات الأجهزة الأمنية والقضائية وأقوال أسرة الطفلة.. وهي كالتالي:

- "يسر" اتقتلت -

منتصف الشهر الحالي، عثر أهالي منطقة أبورواش على جثة طفلة ملقاة بجوار صندوق قمامة، الأهالي أبلغوا الشرطة، انتقلت فريق من مباحث كرداسة، تحت إشراف اللواء إبراهيم الديب مدير الإدارة العامة للمباحث، واللواء محمد عبدالتواب مدير المباحث الجنائية، لمكان الواقعة.

وأوضحت المعاينة التي أجرتها القوات وسجلتها في محضر الشرطة، أنّ الجثة لـ"طفلة" في العقد الثالث من العمر، وقتلت خنقا بعد أنّ أظهرت المعاينة وجود آثار خنق حول رقبتها، وبدأت القوات فحص بلاغات التغيب في المنطقة والمناطق المجاورة، وبعد مرور 24 ساعة، تبين أنّ الضحية تدعي "يسر" 3 سنوات، وهي نجلة مزارع مختفية قبل 7 أيام، حسبما ورد في المحضر.

- تشريح الجثة -

عقب الكشف عن هوية الطفلة، أُخطر المستشار وائل الدرديري المحامي العام الأول لنيابات شمال الجيزة بتفاصيل الواقعة، وانتقل حسين عامر مدير نيابة حوادث شمال الجيزة، إلى مسرح الجريمة، وناظرت النيابة جثة الضحية، وقررت النيابة عرض الجثة على الطب الشرعي لتشريحها، وطلبت تحريات المباحث بشأن مرتكبي الواقعة لصدور قرار بضبطه وإحضاره.

 - عايز حق بنتي -

168 ساعة قضاها المزارع في البحث عن ابنته، ليعثر عليها في النهاية جثة هامدة، ملقاة بجوار صندوق قمامة، دون الابتسامة التي اعتاد رؤيتها على وجهها.

"الوطن" التقت حسين عصام والد يسر، الذي بدأ حديثه قائلا: "عايز حق بنتي، أسبوع كامل بدور عليها مش لاقيها، وفي النهاية لقتها جثة، كان نفسها تروح المدرسة، وكنت اشتريت ليها الشنطة بتاعتها، ربنا ينتقم من اللي كان السبب".

وأضاف والد الضحية، قائلا: "يسر دلوقتي في مكان أفضل، مكان مفيش فيه ناس وحشة، الشر بيجري في دمها، يسر عند ربنا، يسر بين يد الله".

- العروس.. طليقة العم -

حسبما ورد في محضر الشرطة، فعقب الانتهاء من مناظرة جثة الضحية، عقد اللواء إبراهيم الديب مدير الإدارة العامة للمباحث، اجتماعا موسعا مع ضباط مباحث قطاع شمال أكتوبر، ووضع خطة بحث وتحر استهدفت فحص مسرح الجريمة ومناقشة رواد المنطقة وسكان العقارات القريبة من مكان العثور على الجثة، للوصول إلى أي مشاهدات للجناة خلال إلقاء جثة الضحية، وفحص خلافات أسرة الضحية وأقاربهم.

بعد مرور 13 يوما من الفحص والتحري، توصلت التحريات التي أجرتها القوات تحت قيادة اللواء محمد عبدالتواب مدير المباحث الجنائية، والعقيد حسام أنور مفتش مباحث شمال أكتوبر، أنّ وراء ارتكاب الواقعة طليقة عم الطفلة، وأنّها "عروس"، وكانت متزوجة من عم الضحية قبل عام، وهي الآن حامل في شهرها التاسع، حاولت قتل الضحية قبل الانفصال عن عمها انتقاما من والدي الطفلة لتشهيرهما بها.. وإطلاق شائعات بأنها سيئة السمعة، ما دفع عم الطفلة للانفصال عنها قبل شهرين، وأنّ المتهمة ووالديها خططا لقتل المجني عليها انتقاما من أسرتها، بعد التشهير بسمعتها والتسبب في طلاقها.

ملف التحريات الذي ضم تلك السطور، قُدّم للنيابة العامة لصدور قرار بضبط وإحضار المتهمين، وعقب ذلك أصدرت النيابة قرارا بضبطهم وإحضارهم، وانطلقت مأمورية من المباحث والقت القبض عليهم.

- مقتلتش حد -

حسبما ورد في تحقيقات النيابة، أنكرت المتهمة الرئيسية ما نسب إليها من اتهامات، وردت في محضر الشرطة، بقتل الضحية بالاشتراك مع والديها، وأصرّت المتهمة على الإنكار، إلا أنّ النيابة واجهتها بمحاولة قتل الضحية قبل الانفصال عن زوجها، وأصدرت قرارا بحبس المتهمة ووالديها لمدة 15 يوما على ذمة التحقيق، لاتهامهم بقتل الضحية "يسر"، مع مراعاة الحالة الصحية الخاصة بالمتهمة الأولى "حامل في الشهر التاسع". وطلبت تحريات المباحث النهائية بشأن الواقعة.

"الوطن" حاولت التواصل مع محامي المتهمين المحبوسين على ذمة القضية، إلا أنّه رفض الحديث قائلا: "القضية قيد التحقيق".