رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

هي

بين "تسليك البلاعات" و "أعمال النجارة".. ربات البيوت يكسرن القواعد في منازلهن

كتب: هبة الله حسين -

09:20 ص | الأربعاء 24 يناير 2018

أعمال منزلية

"سباكة، تصليح كهرباء، أعمال نجارة"، كل ذلك وأكثر تقوم بها المرأة المتزوجة سواء كانت ربة منزل أو عاملة ولديها وظيفة أخرى خارجها مسكنها، علاوة على ذلك قيام الزوجة بالأعمال المنزلية الروتينية التي تنتج لها يوميًا من ترتيب وتنظيف المنزل، إلى مجالسة الأطفال، وطهي الطعام قبل مجيء الزوج.

أعمال يومية تقوم بها، إيمان جلال، 33 عامًا، تقطن في دولة السعودية نظرًا لعملها وعمل زوجها، حيث إنها قامت بكثير من الأعمال الذي اعتاد الرجل القيام بها داخل منزله، من تصليح وإعادة تدوير بعض المستلزمات والاحتياجات التي يحتاجها المنزل.

"جوزي بيرجع الساعة 9 بالليل من شغله، ومعتمد عليا"، وصفت الزوجة الثلاثينية شعورها بالمسؤولية تجاه زوجها الذي يعمل طوال اليوم وفقًا لظروف عمله الشاقة، فيحتاج الأمر منها الاعتناء بكل صغيرة وكبيرة تحدث بالمنزل، بدًء من "تركيب أنبوبة الغاز" إلى تصليح الغسالات، وتعديل سلوك الكهرباء حتى تعمل بكفاءة عالية دون تعرضها لأي نوع من الخطر.

أعمالها تعدت لتصل إلى قيامها ببعض أعمال البناء، من استخدام المواد "الجبس" و"الأسمنت" في تصليح وتعديل الشقوق في حوائط منزلها، وتقوم بعد ذلك بتجميلها باستخدام بعض ألوان الطلاء الزاهية ليأتي زوجها منبهرًا أثناء عودته من عمله، بكل الإنجازات التي قامت بها خلال فترة انشغاله، قائلة: "وهنا في الغربة لازم تتصرفِ لأن مفيش حد هيفيدك غير نفسك".

وافقتها في ذلك، الفتاة العشرينية نسرين محمود، حيث إنها رغم عدم زواجها حتى الآن، إلا أنها بعد تخرجها في الجامعة، لم تجد العمل المناسب، وفضلت المكوث في منزل والدها، شعرت بكثير من الملل في بادئ الأمر ولكن تحوَّل الحال معها سريعًا، لاكتشافها الكثير من المواهب المنزلية التي قررت تطبيقها، لملء الفراغ الكبير الذي كان يراود تفكيرها.

"بصلح كل حاجة وبدهن الحيطان وبسلك بلاعات"، اعتمدت نسرين على ذاتها، في تجهيز كل ما تراه في المنزل يحتاج إلى إعادة تدوير أو تصليح لشيء أصبح تالفًا، بعد فحص الكثير من الأعطال التي تعرضت لها خلال مجالستها في منزل والدها، بدأت شيئًا فشيئا.

وبعد مرور شهور قليلة من بدئها، والتحدى والإصرار منها، لاقت العديد من التجارب الناجحة أثناء إصلاح عطل بالكهرباء والتي طالما كانت المشكلة التي تؤرقها، فكانت تأتي بـ"صنايعي" غير منضبط في مواعيده، واشتهر بعدم إنجازه للعمل، فساعدها الإصرار لإصلاح العطل دون احتياج لعامل: "مش حابة أكون تحت رحمة حد".

ووجدت في تزيين المنزل بدهانه بألوان متابينة أكثر بهجة، تقوم بشراء أنواع مختلفة من الطلاء لتضع لمستها الجمالية على حوائط البيت، دون اكتراث، وتوالت أعمالها وصولًا إلى "تسليك البالوعات"، دون النظر إلى أن هذا العمل قد لا يناسب طبيعتها الأنثوية.

تعرضت الفتاة العشرينية، لأكثر من موقف خطر أثناء مزاولتها لتلك الأعمال الشاقة، فكان من بينها السقوط من السلم أثناء دهن طلاء السقف، وأثناء شرائها للوح خشبي لاستخدامه في أمر ما، كانت حمولته كبيرة فسقطت به على الأرض، وتلف ملابسها المنزلية الكثيرة أثناء قيامها ببعض الأعمال مثل دهن الطلاء على الحائط، وتمزيق بعض الملابس أثناء القيام بأعمال النجارة التي تشمل الكثير من الأدوات الحادة مثل "الشنيور، المسامير، والشاكوش".

"ماتشيليش شيلة مش شيلتك طالما زوجك موجود ده مهمته هو"، خالفتهما السيدة عفاف محمد، 45 عامًا، والتي رأت أن الزوج عليه واجبات كثيرة من بينها القيام ببعض الأعمال الشاقة التي تحتاج زوجته معاونته فيها، الزوجة عليها أن تهتم ببعض الأمور البسيطة مثل طهي الطعام، وتربية الأولاد، وترتيب وتنظيف المنزل، ليس أكثر من ذلك.

تبرر السيدة الأربعينية أنه لا بد للزوجة من أن تتأنق وتظهر جمالها، أمام زوجها وقيامها بمثل تلك الأعمال يفقدها الكثير من الأنوثة، ويقلل من اهتمامها بنفسها، ويظهرها أمام زوجها بالمرأة المرهقة كثيرة الشكوى مما تواجهه خلال فترة غيابه.

ومن جانبها، قالت مدربة وخبيرة العلاقات الأسرية، سارة سليمان، أن اعتماد الزوج على زوجته، سواء عن طريق الاعتماد الكلي في كافة الأمور الحياتية، يكون ذلك ناتج عن عدم تواجده بشكل دائم، بينما في حال تواجد الزوج يجب أن تشعره بأنها تحتاج إليه للقيام ببعض الاحتياجات التي لا تقدر على فعلها. 

وأشارت أن عند الوصول لمرحلة اعتماد المرأة على ذاتها دون الحاجة إلى زوجها، قد يهدد العلاقة الأسرية، فيراودها دائمًا أنه ليس ذو قيمة،  وأنها لاتحتاج إليه في أمورها الصعبة، مؤكدة على ضرورة ظهور الزوج في تلك المرحلة بقوة حتى يبرز دوره قبل أن ينعدم.

أكدت سليمان لـ"هن" أن قيام المرأة بتلك المهام الشاقة، لا يفقدها أنوثتها أو جمالها الخارجي، ولكنها مع ذلك تحتاج إلى إبراز هذا الجمال والاهتمام الدائم بذاتها لذاتها، وليس لشخص، وفي حال رؤية الزوج لزوجته بالمدح والغزل يشعرها باهتمامه بها، بينما الابتعاد والتعامل الروتيني يزيد من طاقتها السلبية.

ونصحت الفتيات المقبلات على الزواج، أنه يجب على الفتاة أن تفرق بين احتياجاتها وتوقعاتها، حيث إن أغلب الفتيات يرن أن الزواج يجعلها تعيش كالأميرة، وتقتصر ذلك على قيامها بطهي الطعام وتربية الأطفال فقط، لكن الحياة أكبر من ذلك، مُضيفة أن الفتاة لابد وأن توجه لشريك حياتها بعض الاحتياجات التي تريد أن يلتفت نظره إليها.

واستكملت أن القيام بتلك الأعمال المنزلية، فهو من دور الزوج القيام بها وحده، ولكن إذا رأت الزوجة أنها تستطيع أن تساعده بالقيام ببعض الاحتياجات لمعاونته فهذا تصرف نابع من شخصيتها ومستحب حدوثه، ولكنها لا يجب أن ترخي الزوجة الأمور حتى يقوم الزوج بمهامه، فإذا وجدها تقوم بمفردها، يؤدي إلى استسهال الزوج، وبالإضافة أن تعلمه أنه استثناء لمساعدته فقط.

 

 

 

 

الكلمات الدالة