في إطار متابعة الجهود المشتركة لمكافحة العنف القائم على النوع الاجتماعي، أطلق الاتحاد الأوروبي وهيئة الأمم المتحدة للمرأة، اليوم، برنامج "مدد"، الذي يهدف إلى تعزيز قدرة النساء والفتيات السوريات والمجتمعات المضيفة على الصمود في العراق والأردن وتركيا.

ويستهدف هذا البرنامج، الوصول إلى 60,000 شخص من المحتاجين، ومعظمهم من النساء اللواتي يعشن في أوضاع تتسم بزيادة العنف المنزلي والعزلة وانعدام الأمن الاقتصادي، من خلال الاستثمار بمبلغ 12.5 مليون يورو.

ومن المخطط أن يعمل البرنامج على علاج أزمة التدني الاقتصادي والعنف عن طريق زيادة فرص حصول المرأة على الأصول المالية وفرص للتعافي وللدخل، مع توفير خدمات حماية فورية منقذة للحياة.

يركز البرنامج على كلا من تقديم الخدمات مع الجهود الرامية إلى تعزيز تمثيل المرأة وحقوقها، وتعزيز المسائلة الوطنية للتصدي للعنف ضد المرأة، كما يسعى إلى دعم التماسك لمجتمعات أكثر سلامة من خلال الجمع بين المجتمعات المحلية المختلفة وخلق مساحات للحوار. 

ومن جانبها، قالت فومزيلي ملامبو نغكوكا، وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة والمديرة التنفيذية للأمم المتحدة للمرأة: "تواجه النساء والفتيات السوريات ظروفا صعبة للغاية أثناء تأقلمهن مع فقدان منازلهن وإعالة أسرهن، موضحة أن الفرص الاقتصادية والمساحات الآمنة التي سننشئها ستكون لهن بمثابة موارد قصيرة الأجل وتكوين لمهارات يستفدن منها مدى الحياة، لدعمهن لبناء سبل عيش مستدامة وخالية من العنف والفقر".

وأضافت: "إطلاق هذا البرنامج يؤكد مجددًا على التزام الاتحاد الأوروبي القوي بتمكين المرأة وإنهاء العنف ضد النساء والفتيات".

وقال مايكل كولر، مدير سياسة الجوار الجنوبية بالمفوضية الأوروبية، إن تقريبًا نصف السكان المتضررين من الأزمة السورية هن نساء وفتيات، مضيفًا: "النساء والأطفال كثيرًا ما يتحملون وطأة الصراع العنيف، وحتى الآن لم يتم الاهتمام باحتياجاتهم بشكل كاف، وأيضا بإمكاناتهم".

وأكد "كولر"، في بيان للمنظمة: "حينما نمكّن النساء، سوف يقمن بتطوير حلول اقتصادية واجتماعية مستدامة لهن ولعائلاتهن ولهذا السبب أنا مسرور بأن برنامج مدد التابع للاتحاد الأوروبي يدعم النساء والفتيات".

وتابع، سيساعد التمويل الخاص ببرنامج الاتحاد الأوروبي مدد على توسيع نطاق التدخلات المستهدفة لهيئة الأمم المتحدة للمرأة في الأردن والعراق وتركيا، وينضم إلى التمويل المقدم من حكومة اليابان كمساهمة هامة في الوقت المناسب لمعالجة أولويات تمكين المرأة في سياق الاستجابة الإقليمية للأزمة السورية، ونحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة المتفق عليها عالميًا.

يذكر أن هيئة الأمم المتحدة للمرأة هي منظمة معنية بالمساواة بين الجنسين وتمكين المرأة، أُنشئت من أجل تسريع وتيرة إحراز التقدم في تلبية احتياجات النساء والفتيات في جميع أنحاء العالم.