في تمام الساعة الثالثة صباحًا سمعت أسرة باسم التميمي خبطات مسرعة متتالية من يد غليظة على الباب الخشبي، أعقبها تدنيس أقدام جنود الاحتلال بيت التميمي بقرية النبي صالح بمدينة رام الله بالأراضي الفلسطينية المحتلة.

آتت الطفلة عهد التميمي مُنذ سبعة عشر عامًا في أعلى بيت بالجبل في القرية، تفتحت مداركها وحواسها على أصوات اعتقال أفراد جيش الاحتلال الاسرائيلي لوالديّها، إذ صارت جدران بيتها شاهدة على الآلم الفلسطيني.

مضت الأعوام وكبرت الصغيرة، إلى أن كرر أفراد آخرين من الاحتلال ما فعلوه، أرادوا التصويب على منازل القرية من بيت التميمي لكنها سددت ضربة إلى الجندي الذي هم بالصعود إلى غرفتها.

أقارب عهد يروون لـ"هن" تفاصيل لحظة اعتقالها، تقول نوال التميمي أخت ناريمان والدة عهد عن لحظة اعتقال الفتاة ووالدتها:"كانت الساعة 3 صباحًا اقتحم جنود الاحتلال الإسرائيلي القرية، وأطلقوا قنابل الغاز والصوت على البيوت، ودخلوا بيت عهد وفتشوه وعاثوا فسادًا في البيت واعتقلوا عهد، واقتادوها إلى معسكر بنيامين للتحقيق معها".

وتابعت:"فتشو الغرف والخزائن وقلبوا كل شيء، وبدأوا بالصراخ على الأطفال ودخلو مجندتين لغرفة عهد، لمراقبتها وهي تلبس ثيابها وأخذوها معهما، واعتقلوا والدتها عندما ذهبت للاطمئنان عليها".

بعدما سمعت نوال خبر اعتقال أختها في الصباح هرعت مسرعة لإيقاظ كل من في البيت، منهم ابنتها جنى 11 عامًا، والتي صُدمت عند سماع الخبر، ارتدت ملابسها وذهبت إلى بيت عهد، صعدت إلى غرفتها وأمسكت الهاتف وبثت مقطع فيديو على صفحتها الشخصية يظهر فيها أغراض عهد تعانق الأرض.

تقول جنى لـ"هن":"كانت تدرس عهد بالتوجيهي كتبها كلها كانت مرمية على الأرض، وكل أواعيها بالخزانة ملقاة على الأرض".

في أثناء لحظة الاعتقال نشبت مشادة كلامية بين والدة عهد وأحد الجنود في المنزل، حيث تذكر نوال أختها:"قالت أريد أن أدخل لغرفة ابنتي لأساعدها ومنعوها".

3 جنود و4 عربات جيش إسرائيلية، أتوا للبحث عن الفتاة.. تذكر نوال:" موقع الجيش 0404 نزل فيديو وهي بتطرد وبتضرب الجنود من محيط البيت وبدأ التحريض ضدها لاعتقالها وعائلتها".

الأسرة المتابعة للأخبار لحظة بلحظة تضع يدها على قلبها خائفة من الحكم على عهد بالسجن، رغم عدم السماح لمحامي عهد بمعرفة تفاصيل أكثر عن  العقوبة التي ستطول الفتاة ووالدتها.

مخاوف كثيرة وبيت كبير بحجم قرية النبي صالح يضم عائلة التميمي، التي لن تنطفأ أنوار منازلهم اليوم قلقين على أولادهم، 12 شابًا فلسطينيًا اعتقلتهم قوات الاحتلال فجر اليوم، وأطفال يوجهون دعواتهم صوب السماء متحدثين إلى الله"بنحس بالزعل والألم لأن إحنا مش عايشين".