نفحات ربانية ولحظات من الأنس بالله، حالة روحانية تعيشها السيدات داخل الطرق الصوفية، منهن من جلست أمام شيخها آخذة العهد على الالتزام ومخلصة النية على طاعة أولى الأمر، بينما تتردد أخريات على مقر طريقتهن دون مبايعة مباشرة للشيخ، ليستمعن إلى دروس فى حب الله ونبيه وآل البيت.

«المبايعة للرجال فقط، ولا شروط لدخول المرأة الطريقة العزمية»، هذا ما قاله علاء أبوالعزائم، شيخ الطريقة، رئيس الاتحاد العالمى للطرق الصوفية، عن التحاق النساء بين صفوفهم. وذكر «أبوالعزائم»، لـ«الوطن»، أن الكثير من النساء داخل الطريقة يأتين مع أزواجهن المريدين، بينما يأتى بعضهن الآخر منفرداً، جالسات جميعاً فى صفوف بعيدة عن الرجال، مستمعات إلى الدرس الدينى الذى يلقيه الشيخ، وما إن يفرغ الشيخ من حديثه حتى ينصتن إلى الأصوات الخافتة الصادرة من الحضرة، مرددات بعض الأدعية والآيات القرآنية والصلوات على النبى وآل البيت.

وهو ما اتفق عليه محمد عبدالمجيد الشرنوبى، شيخ الطريقة الشرنوبية، موضحاً أن دخول المرأة إلى الطريقة الشرنوبية يأتى دون أخذ عهود عليها، فالمبايعة تقتصر على الرجال فقط. واستطرد «الشرنوبى»، لـ«الوطن»، أن دور المرأة داخل الطريقة غالباً ما يقتصر على تحضير الطعام فى الموالد وتسهيل خدمات يحتاجها المريدون.

«الشرنوبى»: دخولها الطريقة يأتى دون عهود عليها.. والمبايعة تقتصر على الرجال

بينما تتبع الطريقة الشبراوية مسلكاً آخر، فحسب حديث عبدالخالق الشبراوى، شيخ الطريقة الشبراوية، والذى وضح رغبة المرأة فى المعرفة ونية الوصول إلى الله طبقاً للقرآن الكريم وسنة رسوله شروطاً للمرأة كى تنضم إلى الطريقة عن طريق المبايعة. وتابع «الشبراوى» أن التحاق المرأة بالطريقة يأتى مثل الرجال، حيث يؤخذ عليها العهد، فالوضوء والطهارة شرط أساسى للمرأة التى تجلس وراء أحد محارمها مثل الزوج أو الأب أو الأخ، ليضع يده فى يد الشيخ، وتبدأ فى ترديد العهد وراء شيخها، وهو عبارة عن التوبة وعقد النية ظاهراً وباطناً بالسير إلى الله واتباع أوامره والبعد عن نواهيه، وترديد لفظ الجلالة وراء الشيخ. واستطرد «الشبراوى» أنه بعد اتخاذ العهد على المرأة تبدأ فى الالتزام بالأوراد المتبعة فى الطريقة، وهى عبارة عن ترديد مجموعة معينة من الأذكار، والاستغفار بأعداد محددة وذكر الله.