رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

هي

من يد "أم السعد" و"عم مجاهد" تعرض "يدوية " منتجات التراث المصري

كتب: أمنية قلاوون -

08:35 م | الثلاثاء 12 ديسمبر 2017

أم السعد-الأعمال اليدوية

تجلس أم السعد حاملة الخيوط، تفردها أمامها في المشغل الخاص بها بقرية كوم الضبع بمحافظة قنا، تضعها على النول وتبدأ في غزل "الفِركة" أو الشال، يعتبر شغل الفركة من الأعمال التي نشأت عليها القرية، المستوحاة من الملابس السودانية القديمة، والتي كانت تدخل في الكثير من الصناعات.

تراث قديم تعمل به أم السعد، يعبر عن إبداع الأعمال اليدوية التي تعمل بها أغلب نساء مصر، فلم تكن "أم السعد" حالة فريدة، في انتقال التراث من يد أجدادها إليها.

وتوجد فاطمة الشابة النوبية، التي تأثرت بتهجير أهلها من النوبة إلى الأقصر وقررت الانضمام إلى فريق من الأطفال الناشئين يعملن على نقل التراث النوبي، عام 1999، وبعدما اتخذت يدها على الإبرة نسجت السجاد من التراث النوبي القديم في الأقصر.

لا تكتفي النساء بالتعبير عن تراثهن في مشغولات خاصة، ولكن تعتبر بعض المشغولات النسائية مثل التلي المصري لها طابع مميز ويستخدمها الأجانب في التطريز.

قصص وحكايات يرويها المدير التنفيذي لشركة يدوية "هاني جلال" لـ"هن"، فمنذ خمس سنوات بدأت يدوية على يد أسامة الغزالي من محافظة قنا، لتسويق منتجات المصرين التراثية، وتشجيعهم على الاستمرار.

مع مرور الوقت، أصبحت يدوية شركة مصرية تعتمد على تسويق التراث المصري، فأصبحت تمتلك 6000 منتج مصري من مختلف المحافظات والأقاليم، يقول "هاني": "أتت المنتجات التراثية من 20 محافظة في أرض مصر، الصعيد والجنوب واللواحات والدلتا، كلها مدن مصرية تتعامل مع أهلها يدوية".

لا يتوقف الحكي مع المدير التنفيذي لـ"يدوية" عن النساء فقط، واللواتي برأيه يشغلن 80 % من العمل اليدوي والتعاون معهم: "معظم المتعاونين معنا سيدات سواء من الجمعيات الخيرية أو تابعات لمنظمات العمل المدني".

لكن تستمر الرواية لتمتد إلى رجال مصريين، فيروي هاني عن عم مجاهد الذي يعمل بصوف الغنم في أسيوط: "يعتبر الوحيد في عمل الكليم العدوي وهو آخر حرفي يعمل على نسيج البردي، نظرًا لصعوبة الصباغة على هذا النوع من الكليم وتعقيد العمل عليه مما يجعله مميزًا"، كل قطعة تخرج من الرجل الثمانيني تحمل بصمة مختلفة من أصابعه، ظهره المحني على النول يسلط الضوء على أعوام خشنة مرت عليه في صناعة كليم مميز يفترش الأرض ليحمي من برد الشتاء.

تتغير المنتجات حتى وإن كانت من نفس المصدر، يذكر هاني: "مع اختلاف السعف من الفيوم إلى محافظة جنوبية، يختلف المنتج النهائي، فسعف الفيوم يختلف عن السعف النوبي وعن سعف سيوة، ففي الفيوم يمكن صنع "كابوتة" مُطعمة بجلد ماعز".

تعبر الأسعار لكنها عن الجهد المبذول في العمل اليدوي، "السعر أغلى من الحاجات المستوردة لكن ده تقديره"، يكمن الشغف في عمل التراث اليدوي في أنه متوارث، فأصبح فلكلورًا يعبر عن بعض المناطق ويرسم وجهاتها، فإن لم تكن تستطيع الزيارة يمكنك النظر في المعارض التي تقيمها "يدوية" وجلبتها من ربوع مصر.

الكلمات الدالة