كتب: ياسمين الصاوي -
02:18 م | الجمعة 06 أكتوبر 2017
"نيشان الكمال" وسام منحته الدولة للسيدة أمينة محمد الغريب، التي صنعت تاريخا فارقا في حياة مصر، وأسهمت كغيرها من أبناء الوطن في تحريره من العدوان، لتحقق مقولة "ست بـ100 راجل" بكل جدارة.
تربية وطنية خاصة منحتها "أمينة" لأبنائها الثلاثة يحيى ،ومحمد، وعبدالمنعم الشاعر، كانت نتيجتها استشهاد الأخوة من أجل الدفاع عن مصر خلال فترة العدوان الثلاثي، والعيش في بلد حر، في حين أُطلق عليهم لقب "الإخوة الفدائيين الثلاثة".
منزلها الصغير كان بمثابة خلية سرية جمعت ضابط اللاسلكي فرج محمد عثمان، والصاغ أركان حرب سعد عبدالله عفرة، وبعض ضباط المخابرات العامة المصرية؛ الذين اختبئوا لإعداد التدابير اللازمة للمقاومة السرية المسلحة ببورسعيد، وقدموا إليها رسائل شكر وتقدير، بل ووضعوا أجهزة اللاسلكي الرئيسي هناك للتواصل مع رئاسة الجمهورية وإدارة المخابرات.
وعندما اكتشفت قوات العدو البريطاني جهاز اللاسكي بالمنطقة، أطلقت طائرة هليوكوبتر حول منزلها، منعا لهروب أو اختباء أي فرد من الفدائيين، وأمروا بتفتيش المسكن، في حين أدعت أنها أصيبت بحالة إغماء حتى تشد انتباه الجنود بعيدا عن خزانة ملابسها التي تحوي هذا الجهاز.
ومن داخل مسكن "أمينة"، وضع اليوزباشي جلال الهريدي واليوزباشي سمير غانم ويحي الشاعر الخطة النهائية المشتركة بين الصاعقة والمقاومة السرية المسلحة لمهاجمة معسكر الدبابات البريطاني، التي وافق عليها الصاغ أركان حرب سعد عبدالله عفرة، مندوب الرئيس جمال عبدالناصر، مخبئين عدد من الأسلحة والذخائر، لتبدأ المقاومة الحقيقية التي راح ضحيتها الكثيرون.