رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

هي

"أم أحمد".. 35 سنة "دبّاغة جلود": "في العيد أحياء.. وباقي السنة أموات"

كتب: نرمين عصام الدين -

02:36 م | الأحد 03 سبتمبر 2017

عطيات

في خلال أيام العيد من كل عام، تسكن بكشك أسمنتي صغير، بشارع المكس بالإسكندرية، وتفترش عطيات محمد بطول ساعات اليوم، بعض الجلود المصنعة، والملونة، بعد أن تشارك في دباغتها، ومعالجتها لتبيعها بأسعار تتراوح بين 20 و 200 جنيه.

تروي لـ"هُنّ" قصة دخولها المدبغة: "أخويا كان بيشتغل في المدبغة وزوجي كمان، وهما اللي شجعوني، وعرفوني كل المراحل اللي بتتم، وأنا شغلي في أول مرحلة".

"عملية التمليح".. أول مرحلة "يدوية"، يقتصر دورها على "أم أحمد"، فتقوم بجمع الجلد، وتصنفه على شكل طبقات من حيث نوعه الماعز، أو البقر، أو الخرفان، أو جبهة رأس العجل، ثم رش حبات الملح الخشن المخصص للصناعة: "الملح بيصون عشان الشعر ميقعش، والوش مبتكلش ويحتفظ بها لأطول وقت ممكن".

ثم مرحلة الأساس باستخدام ماء النار، ومادة "الأجزا" الكاوية لإزالة الشعر، والتشطيب، والتلوين بالصبغ، وصناعة الملابس والسجاد، لـ30عاما، تصطحب زوجها إلى المدبغة بمنطقة المكس فيقوما بالمراحل معا: "دلوقتي أنا منفصلة عن زوجي لأنه محترمنيش وأنا من الصابرين".

يتفاوت الوقت المخصص لمعالجة كل قطعة: "فيه فروة معقدة تحتاج كذا مرحلة، وفي فطعة تحتاج مرحلة واحدة على حسب ما أنت عايز تشوف شكلها، ومحتاجها".

تعرضها إلى العنف اللفظي والإهانة، وتحملها المسؤولية المادية، ما جعلها تفكر في الانفصال: "هو كان أرزقي، مرة معانا، ومرة مفيش،  ومكنش بيحلال له الشتيمة غير أدام الناس، وابني قاله طلقها وأنا اللي هدفع حق الطلاق، وطلقت من 15سنة".

عيطات أم لثلاث أبناء يعلمون بنفس المهنة، بعد أن توفى ابنها الأكبر بسبب إصابة مرضية: "بالرغم أني مبعرفش غير القراءةوالكتابة، بس هم تعليم متوسط، واللي كسرني ابني المتوفي، مات عنده28سنة".

تسكن في شقة إيجار، بمنطقة الورديان بـ600جنيه، وتحصل "أم أحمد" على معاش المُطلقات بـ320جنيه: "لما كبرت في السن قدمت فيه، ومش بيكفوا حاجة وبحس بإهانة وأنا بصرفهم".

عطيات جدة لـ5أحفاد، تشارك في مصاريفهم: "العيد بالنسبة لينا ولكل العاملين بالمدبغة موسم حياة، واللي بعديه في الحركة موسم مولد النبي، وباقي السنة زي الأموات، وإحنا من طبيعتنا عايشين برحمته".

تقول عطيات، أصغر أخواتها: "أمي لو شافتني كانت زعلت، من بهدلة الشغلانة، وهو نصيب ورضينا بيه لسنين طويلة".

أمراض السكر، والضغط، والنقرس أصابت بها: "الشغلانة وحشة، ومتعبة، عشان كده كلها رجالة، وساعات بروح من هنا وأنام على طول من الهد والتعب".

"الحتة أمان".. تقولها عطيات واصفة سهرها اليومي، في أوقات العيد لبيع الجلد.

الكلمات الدالة