على موسيقى بيت هوفن، وموتسارت، وبصحبة أغاني جارة القمر، تجلس فاطمة السروي مدققة النظر بما حولها، لتنجذب إلى ما يرسم في خيالها تصميم جديد عن الاكسسوارات والحلي، تكسر به الفكرة السائدة عن استخدام تلك القطع للزينة فقط، بل تجعلها أداة تجسد شخصية مرتديها.

بحسب حديث "السروري" لـ"الوطن": هوايات متعددة لازمت الشابة العشرينية منذ صغرها، لكن حبها الشديد للرسم والحلي، كانت فرصة قوية لجمعهما سويا في تصميم الحلي، وفي عمر الـ14، تلقت دورة تدريبية تعلمت منها فلسفة التصميم، وعلم الألوان.

علوم شتى اكتشفتها المصممة العشرينية داخل ورشة صناعة الإكسسوارات، ما بين علم النفس اللوني، والذي يحدد التكوين النفسي للألوان، وعلم الأحجار المختص بدراسة الأحجار المصنعة، منها الإكسسوارات، والمرتبط أكثر بالتاريخ الفرعوني.

مشاهد ولوحات كثيرة تستوحى من خلالها تصميمها الجديد، فمن بوابة عمارة في شارع قصر النيل، استطاعت أن تصنع منها عقد زينة، وآخر استوحت فكرته من إحدى جدران شارع المعز، لكن تبقى التصميمات الفرعونية هي الأقرب إلى قلبها.

خامات أساسية اعتمدت عليها في صناعة الحلي، مثل: النحاس، والأحجار نصف الكريمة، والجلود، والأقمشة، لتختلف مدة التصميم ما بين اليوم والـ3 أسابيع.

  بدراسة علم الحلي جعل الفتاة العشرينية ترتدي ثوب المعلمة، وقدمت عدة دروات مختلفة في علم تصميم الحلي منذ 3 أعوام، في حين جاء تعليمها لذوي القدرات الخاصة صناعة الحلي لتصقل من تجربتها الفنية، موضحة "قدرتهم على التعبير بشكل إبداعي عالية"، ورغم بطء الاستجابة التي تجدها في البداية، إلا أنها (على حد تعبيرها) تجد تصميماته مميزة من جانبهم.

حالات كثر أتت إليها من أشخاص ذويالقدرات الخاصة، بدأت في التواصل مع أمهاتهم لفهم الحالة بشكل أكثر، وكسر الحاجز النفسي بينها وبينهم، وتعتبر الطريقة الأفضل لتوصيل المعلومة بسهولة، والقدرة على الاستجابة.

واستطاعت "السروي" بجانب ذوي القدرات الخاصة، تدريب أشخاص متعافين من الإدمان على صناعة الحلي، متذكرة تجربتها مع اثنين متعافين من الإدمان، بحثوا عن مشروع يدر عليهم عائد مادي، ليجدوا من الحلي صنعة تعطيهم ما يحتاجون، تواصلت معهم، وعلمتهم صناعة الحلي، وأحبوا العمل دون النظر إلى العائد المادي.