إن كان هناك قاسم مشترك بين جميع الأباء والأمهات، فهو رغبتهم على اختلاف جنسياتهم وانتماءاتهم إلى تربية أبناءهم تربية إيجابية، تخلق منهم مواطنين صالحين، بعضهم ينجح في ذلك، وآخرون يفشلون رغم الجهود الكبيرة التي يقومون بها.

"محمد مؤمن"، هو واحد من هؤلاء الأباء، الذي يريد أن يشجع ابنه على تحمل المسئولية منذ الطفولة، وطبق التجربة مع ابنه مالك ونجحت بالفعل، وبحكي مؤمن عن تجربته: "من سنة مالك ابني جه قالي أنا عايز اشتري عجلة بعد حوار طويل مالك اقتنع إننا علشان نشتري حاجه لازم نتعب ونشتغل علشان نقدر نشتريها، كان عندي عجلة صغيرة علقتها في السقف في البيت على باب أوضته وكتبنا عليها (الهدف)، هو صحيح مبيعرفش يقرأ بس الأطفال في مرحلة ما بيقروا بطريقة جشتالت يعني بيصور الكلمة، ويبقى عارف معناها بالرغم من إنه مش عارف حروفها"، المهم علقنا في العجلة حصالة بحبل، وبقيت اشيله يحط الفلوس اللي بيحوشها في الحصالة، فالعجلة تنزل شوية، بعد 8 شهور تقريبًا كانت الحصالة اتملت والعجلة نزلت جامد، ولما بيشب بتبقى قربت من إيده، فجأه جه شىء غير الموقف تمامًا، تم تعويم الجنيه والعجلة زاد تمنها الضعف".

"مؤمن"، لم يستسلم للحل السهل وهو شراء العجلة لابنه في الحال، بل عقد اجتماع مع "مالك"، وبعد عدد من المداولات اقتنع الطفل الصغير، أنه يجب عليه التنازل عن بعض متطلباته مثل الشوكولاتة، التي تحتوي على لعبة وغيرها من الحلويات من أجل وضع الفلوس في الهدف الأسمى وهو "العجلة"، أما القرار الثاني جاء بضرورة أن يبحث مالك عن "شغلانة" في أجازة الدراسة حتى يستطيع شراء ما يريده، "كنت شاري مجموعة من الكتب لما كنت في أمريكا عن ريادة الأعمال للأطفال، وعرضت على مالك مجموعة من الأفكار، اختار منهم فكرة مشروع لبيع العصير، واختار اسم العصير الجميل وعمل يافطة بمساعدة والدته، ورحنا اشترينا عصير برتقال فريش من غير سكر و جبنا لبن وسوبيا عملناها في البيت".

ويكمل الأب، الفخور بابنه ،"مالك حضر إيفنت في مدينة زويل وباع في اليوم دا بـ300 جنيه، وكسب فيهم تقريبًا 100 جنيه، وبقى لما يعدي من قدام مدينة زويل وهو رايح المدرسة، يقول لمامته دا مكان الشغل بتاعي، قد أيه حاجه زي دي بتأثر في حياة الأطفال إيجابيًا، الفكرة مش فكرة الفلوس إنما فكرة الثقة بالنفس وتنمية القدرة على الابتكار وحل المشكلات والإحساس بالمسئولية والتعلم بالتجربة".

"مالك" استطاع أخيرا – بدفعة صغيرة من والده- شراء العجلة التي تمناها وعمل من أجلها.