رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

خبراء: "حب التملك والسيطرة" يدمر أي علاقة "حتى لو قوية"

كتب: حنان سرور -

12:19 م | السبت 04 مارس 2017

صورة أرشيفية

لا شك أن الحب الذي يُترجم لاهتمام ومشاركة فعلية لجميع جوانب الحياة، يقوي من علاقة أي زوجين ومدى ارتباطهما ببعض، لكن هناك علاقات دُمرت بسبب الإفراط في هذا الحب والاهتمام حتى تحوَّل إلى "حب امتلاك وسيطرة"، يمكنه إنهاء أي علاقة مهما كانت قوية، "هن" حاولت التعرف على تجارب بعض الأشخاص مع سيطرة الشريك، وكيف أثر هذا على علاقتهم.

تقول منى عادل (25 عاما) إنها كانت مخطوبة لشخص يريد التدخل في كل تفاصيل حياتها، وتضيف: "في البداية كنت متفهمة فضوله وحبه لمعرفة كل تفاصيل حياتي وأظن أنه كان من حقه لأننا كنا في البداية، لكن الأمر تطور وأصبح خارج حدود احتمالي"، متابعة بالقول إنه "كان يراقب حسابها على (فيس بوك) بعد أن طلب منها اسم الحساب وكلمة السر، وبدأ يقول لها لا تخرجي من المنزل بدون إذني.. لا تذهبي مع أهلك عند أقاربك"، فكانت النتيجة كما قالت منا: "لم أتحمل هذه المعاملة طويلا وفسخت الخطوبة".

ويقول أحمد همام، متزوج: "زوجتي تهتم بكل أمور حياتي، وتبذل قصارى جهدها حتى ترتب لي طريقة معيشتي سواء كانت ملابسي أو الطعام الذي أتناوله، وحتى مواعيدي في العمل تذكرني هي بها وتحب أن تشاركني كل شيء، لكني أشعر في الكثير من الأحيان أني مخنوق من فرط اهتمامها حتى وصل بي الأمر أنني مقتنع أنها تريد أن تمتلكني وتتحكم بي"، مشيرا إلى أن "هذا الأمر يشعره بالضيق ويحاول كثيرًا أن يتصرف كما يريد هو ولكن هذا الأمر تعتبره تمردا عليها".

هبة مجدي، تقول إن "من أقوى أسباب خلافها مع زوجها وانفصالهم تملكه وأنانيته في التعامل معها"، مضيفة أن "كل شخص منا له شخصية مستقلة ومختلفة عن الآخر، لكن يمكن أن يجمعنا الحب والتفاهم واحترام رغباتنا التي قد لا تعجب الآخر طالما هي شيء مشروع يجب تقبلها"، موضحة أنها "استمرت عاما مع زوجها فقط رغم أنهم تزوجته عن قصة حب دامت 4 سنوات قبلها، ولكن حبه لها تحول إلى غيرة شديدة جعلتها حبيسة المنزل لأيام وأسابيع لأنه لا يريدها الخروج بدونه".

وبدروها، تقول خبيرة العلاقات الزوجية الدكتورة فيروز عمر، إن "الإنسان بطبيعته خُلق حرًا، لا يقبل الأسر أو التحكم والأوامر، وعندما يقابل هذه التصرفات يرفضها بشدة وبعنف، وبالتالي تبدأ العلاقات في الانهيار".

وأضافت فيروز عمر، لـ"هن"، أن "التملك في العلاقات الزوجية مقبول إلى حد حكيم ومعين، لكن إذا زاد عن حده يتحول إلى أنانية، وبالتالي تتحول الشخصية إلى نرجسية مفرطة ويتعامل على أنه هو صاحب القرار في كل ما يفعله الطرف الآخر، لذلك يجب أن ينتبه الجميع وتجنب التمادي في هذه التصرفات لأن عواقبها على العلاقة الزوجية خطيرة، خاصة إذا كان هناك طرف تحمل كثيرًا فقد ينفجر في وقت معين وتنتهي علاقته بالشريك المتحكم في سبيل حريته".

وقال الخبير النفسي الدكتور أحمد عبدالله إن "من يعانون من حب تملك الطرف الآخر يمكنهم اتهام شريكهم بأشياء لم تحدث بالفعل، مثل الإعجاب بأشخاص آخرين أو الخيانة".

وأضاف عبدالله، لـ"هن"، أن "الشريك المتملك يملي أوامره على شريكه بشكل دائم ولا يريد أن يفعل شيئا غير الذي يريده فقط ويغضب حال عدم طاعته، ولا يستطيع أن يعبر لماذا يتصرف تلك التصرفات، ومن هنا تبدأ المشكلات والغضب".

ولفت إلى أن "الشريك هنا يشعر بأنه بحاجة إلى الانتباه لتصرفاته وحديثه حتى يتجنب هذه المشكلات، وهذه علامة واضحة على أن هذه العلاقة بها خلل، وفي بعض الأحيان يمكن للشريك الذي يحب التملك أن يهدد بالاعتداء الجسدي واستخدام السباب وأساليب السيطرة على الطرف الآخر".

ويذكر الخبير النفسي أن "في الغالب الشريك الذي يحب التملك لا يتقبل أي انتقاد، لأنه يفتقد الثقة بالنفس، ويتم استفزازه بسهولة، ويتهرب من أي موقف سلبي ويلقيه على شريكه".