كتب: سامية الإبشيهي -
06:02 ص | الثلاثاء 22 أبريل 2025
ارتفاع درجات الحرارة لم يعد مجرد ظرف مناخي عابر، بل أصبح عاملًا مؤثرًا في تدهور صحة الإنسان، خاصة في ظل ممارسات يومية قد تكون عادات خاطئة يتجاهل ضررها كثيرون، فالتعرّض المفرط لأشعة الشمس، والإهمال في شرب الماء، ونوعية الأطعمة والملابس، كلها تفاصيل بسيطة في ظاهرها، لكنها قد تقود إلى مضاعفات صحية خطيرة إن لم تُؤخذ على محمل الجد.
لا يدرك كثيرون أن ما يعتبرونه «روتينًا طبيعيًا» قد يتحول إلى عامل خطر حقيقي خلال فترات الحر الشديد، وتبدأ هذه العادات الخاطئة بعدم شرب كميات كافية من المياه، مرورًا بالخروج من المنزل في أوقات الذروة، وانتهاءً بتناول أطعمة تُجهد الجسم أو ارتداء ملابس تزيد من احتباس الحرارة.
أوضح الدكتور إسلام رشاد، استشاري الجهاز الهضمي، في تصريح خاص لـ«الوطن»، أن الجفاف هو أكثر ما يُهدد الإنسان أثناء موجات الحر، إذ يقول البعض يعتقد أن شرب كوبين أو ثلاث يوميًا يكفي، بينما الجسم في الطقس الحار يحتاج إلى كميات كبيرة من السوائل لتعويض ما يُفقد عن طريق التعرق.
وأضاف أنه ينبغي تناول ما لا يقل عن 8 إلى 10 أكواب من الماء يوميًا، مع ضرورة توزيعها على مدار اليوم، وليس دفعة واحدة.
وحذّرت الدكتورة شيماء خفاجي، أخصائية التغذية العلاجية، من الإفراط في تناول الأطعمة المالحة والدسمة خلال الجو الحار، موضحة أن الأملاح الزائدة تؤدي إلى فقدان السوائل بسرعة، كما أن الوجبات الدسمة تُرهق الجهاز الهضمي وتزيد الإحساس بالخمول والإرهاق، وهي أمور قد تتفاقم مع الحر، ونصحت بالإكثار من تناول الفواكه والخضراوات الطازجة، خاصة الغنية بالماء مثل البطيخ، والخيار، والكنتالوب.
وأشار أخصائي الأمراض الجلدية، إلى أن نوعية الملابس تلعب دورًا كبيرًا في قدرة الجسم على التعامل مع الحرارة، فارتداء ملابس داكنة أو مصنوعة من أقمشة صناعية يؤدي إلى امتصاص أكبر للحرارة ويعيق عملية التعرّق الطبيعي، مما قد يرفع درجة حرارة الجسم بشكل مقلق، مشددا على أهمية ارتداء ملابس قطنية فاتحة اللون، وفضفاضة تسمح بمرور الهواء.
أشار رشاد إلى أن الخروج في فترات الظهيرة يُعد من أخطر الممارسات، وأوضح أن الذروة الحرارية بين الساعة 12 ظهرًا والرابعة عصرًا هي الوقت الأخطر للتعرّض للشمس، حيث تكون الأشعة فوق البنفسجية في أقصى درجاتها، ما يزيد من احتمالية الإصابة بضربات الشمس، وأوصى بالبقاء في أماكن مظللة قدر الإمكان، واستخدام القبعات والنظارات الشمسية، مع استخدام كريمات واقية من الشمس.
وفيما يخص المشروبات، شددت أخصائية التغذية، على خطورة الاعتماد على المشروبات الغازية والمنبّهات كبدائل للماء، موضحة أن تلك المشروبات تؤدي إلى زيادة إدرار البول دون تعويض فعلي للسوائل، كما أنها تحتوي على نسب عالية من السكريات والكافيين، ما يزيد من الشعور بالعطش والجفاف.
