كتب: سامية الإبشيهي -
06:44 م | الإثنين 21 أبريل 2025
تُقبل بعض الأسر على تقديم الفسيخ والرنجة للأطفال في عيد شم النسيم كجزء من طقوس الاحتفال، دون وعي بالمخاطر الصحية الكامنة وراء هذه الأطعمة المالحة وتزداد التساؤلات مع كل عام هل من الآمن حقًا أن يتناول الأطفال هذه الأطعمة؟ وما السن المناسب لتجربتها؟ وهل توجد بدائل صحية تُرضي فضول الأطفال دون تعريضهم للخطر؟
تحذّر وزارة الصحة المصرية سنويًا من تقديم الفسيخ والرنجة للأطفال، خاصة مَن هم دون سن السادسة، نظرًا لضعف مناعتهم واحتمالية إصابتهم بالتسمم الغذائي، ويؤكد الدكتور أحمد علام، أخصائي التغذية العلاجية، في تصريح خاص لـ«الوطن»، أن الجهاز الهضمي للأطفال لا يملك القدرة الكاملة على معالجة هذا النوع من الأطعمة، فهي تحتوي على نسب مرتفعة جدًا من الصوديوم، فضلًا عن احتمالية احتوائها على أنواع من البكتيريا اللاهوائية.
يفسّر الدكتور علام أن الفسيخ والرنجة تعتمدان على التمليح والتخمير كوسيلة للحفظ، وهو ما يجعل نسبة الأملاح بها مرتفعة للغاية، ما يؤدي إلى اضطراب ضغط الدم لدى الأطفال، وتعرضهم للجفاف، والإجهاد الكلوي.
ويضيف أن حتى الكمية الصغيرة من الفسيخ أو الرنجة كفيلة بالتأثير السلبي على صحة الطفل، خاصة إذا كان يعاني من أمراض مزمنة مثل الربو أو الحساسية أو مشاكل بالكلى.
يُوضح الأطباء أن الفسيخ قد يحمل بكتيريا Clostridium botulinum، وهي بكتيريا سامة يمكن أن تسبب التسمم الغذائي الحاد، ويقول الدكتور علام إن هذه البكتيريا قد تكون قاتلة إذا وصلت إلى جسم الطفل، إذ أن مناعته ليست كافية لمقاومتها، ولذلك، ننصح بعدم المجازفة إطلاقًا بتقديم هذه الأطعمة للأطفال.
تؤدي الدهون والأملاح الزائدة الموجودة في الفسيخ والرنجة إلى مشاكل هضمية مثل الانتفاخ، والإسهال، والمغص الشديد لدى الأطفال.
ويُعلق الدكتور أحمد علام أن الكثير من الأطفال يذهبون إلى الطوارئ بعد عيد شم النسيم بسبب تناول كميات بسيطة من الفسيخ، وغالبًا ما يُصابون بجفاف حاد نتيجة الإسهال والقيء المستمر.
تنجذب الأطفال لرائحة الرنجة والفسيخ بسبب التوابل والدخان، ولكن هذا لا يعني أنها مناسبة لهم.
ويحذر الدكتور علام من أن جاهزية الطفل لتناول طعام معين لا تُقاس برغبته فيه، بل بمدى ملاءمته لجسمه، والرغبة لا تعني السلامة، وهناك أطعمة كثيرة يجب تأجيل تجربتها حتى البلوغ.
يوصي الخبراء بتقديم بدائل صحية للأطفال في يوم شم النسيم، مثل:
ويضيف الدكتور أحمد علام أنه يمكن تحضير وجبة ممتعة للطفل من السمك المشوي والبطاطس المهروسة، مع بعض الخضروات المسلوقة، ليشعر الطفل بالمشاركة دون تعريضه للمخاطر.
ويقول علام إذا تجاوز الطفل سن العاشرة، ويتمتع بصحة جيدة، فيمكن تذوق قطعة صغيرة جدًا من الرنجة فقط، مع الحرص على ألا تحتوي على أي جلد أو دهون، ومتابعة حالته الصحية بعدها بساعات.