كتب: سامية الإبشيهي -
09:45 ص | الثلاثاء 08 أبريل 2025
يشهد فصل الربيع سنويًا ارتفاعًا ملحوظًا في معدلات الإصابة بحساسية الربيع، نتيجة تقلبات الطقس وانتشار الغبار وحبوب اللقاح في الهواء، ما يؤدي إلى ظهور أعراض مزعجة أبرزها العطس المستمر واحتقان الأنف وتهيج العين، ويرى خبراء التغذية أن الحل يكمن في نمط غذائي ذكي يعمل على تقوية المناعة بشكل طبيعي، ويهيّئ الجسم لمواجهة هذه التغيرات الموسمية بفعالية.
وفي الوقت الذي يعتمد فيه كثيرون على الأدوية الكيميائية والمسكنات، تبرز حلول طبيعية أكثر أمانًا وفعالية أثبتت نجاحها في التخفيف من حدة هذه الأعراض، وخصوصًا عند اتباع نظام غذائي داعم للمناعة.
وفي هذا السياق، قال الدكتور أحمد علام، خبير التغذية العلاجية لـ«الوطن» إن التغذية السليمة تُساعد بشكل كبيرًا في تقوية جهاز المناعة، وبالتالي تقليل أعراض حساسية الربيع المزعجة، موضحا أن تناول الأطعمة الغنية بالفيتامينات والمعادن يعد من أهم وسائل الوقاية من الحساسية الموسمية، حيث تحسن هذه الأطعمة قدرة الجسم على محاربة الملوثات الخارجية مثل الغبار وحبوب اللقاح.
وأكد علام أن فيتامين C ومضادات الأكسدة تعد من الأسلحة الرئيسية في تعزيز مناعة الجسم، وأوضح أن تناول الأطعمة الغنية بهذه العناصر مثل الكيوي، البرتقال، الفلفل الأحمر، والبروكلي، يمكن أن يساعد في تقليل التهابات الجيوب الأنفية وتحسين قدرة الجهاز التنفسي على مقاومة التغيرات الجوية، وأشار إلى أن الدراسات أثبتت أن الأشخاص الذين يتبعون نظامًا غذائيًا غنيًا بهذه الفيتامينات والمعادن يعانون من أعراض أقل بكثير مقارنة بمن يتجاهلون دور التغذية.
كما نصح خبير التغذية العلاجية بإدخال مجموعة من الأطعمة الطبيعية التي أثبتت فعاليتها في مواجهة أعراض الحساسية، مثل العسل والزنجبيل، وأوضح أن العسل يحتوي على مركبات مضادة للبكتيريا، ما يعزز قدرة الجسم على مقاومة الالتهابات، بينما يعتبر الزنجبيل من المواد الطبيعية المهدئة التي تساهم في تهدئة السعال والتهاب الحلق، وهما من أبرز أعراض حساسية الربيع.
وأشار إلى أن شاي الزنجبيل مع العسل يمكن أن يكون علاجًا منزليًا فعالًا لعلاج التهاب الحلق، بالإضافة إلى أنه يساعد في تعزيز التنفس الجيد، كما أشار إلى أن الزعتر من الأعشاب التي تحتوي على خصائص مضادة للبكتيريا، ويعتبر من الخيارات الجيدة في تقوية الجهاز التنفسي.
وتحدث علام عن أهمية البروكلي والسبانخ في تعزيز المناعة، إذ يحتوي البروكلي على مركبات مضادة للأكسدة مثل السلفورافان التي تساعد في تقليل الالتهابات، كما أشار إلى أن السبانخ يعتبر من الأطعمة المثالية لتحسين صحة الجهاز التنفسي وتقوية المناعة بفضل محتواه العالي من الفيتامينات والمعادن، مثل فيتامين A وفيتامين K، التي تدعم النظام المناعي وتحسن من قدرته على مواجهة الأمراض الموسمية.
كما نصح علام بتناول بعض المشروبات الطبيعية التي تدعم صحة الجهاز التنفسي، مثل شاي الزعتر والعسل والليمون، قائلا إنّ مشروبات الزعتر من أفضل العلاجات الطبيعية التي تساعد على تنظيف المسالك التنفسية وتخفيف أعراض حساسية الربيع، وأضاف أن الليمون يعتبر من الفواكه التي تساعد على تطهير الجسم من السموم، كما أنه يعزز من قدرة الجهاز المناعي على مقاومة الملوثات، وأكد أنه من الأفضل استهلاك هذه المشروبات بشكل منتظم خلال فصل الربيع للوقاية من الحساسية الموسمية.
وفي نفس السياق، تطرق علام إلى أهمية الأعشاب والتوابل في دعم الجهاز المناعي، ويعتبر الزعتر من الأعشاب ذات الفوائد الصحية الكبيرة، إذ يساعد على تنظيف الجهاز التنفسي وطرد البلغم، ويعتبر مضادًا طبيعيًا للبكتيريا، كما أن تناول الثوم يعد من العوامل الوقائية الفعالة في مواجهة أعراض الحساسية، حيث يحتوي على مركبات مضادة للبكتيريا تعزز المناعة وتحسن التنفس.
إلى جانب التغذية، قدم خبير التغذية العلاجية بعض النصائح العملية للتخفيف من أعراض حساسية الربيع، حيث أوصى بضرورة تجنب التعرض المباشر للغبار وحبوب اللقاح، خاصة في ساعات الصباح الباكر أو في الأيام التي تشهد رياحًا قوية، كما نصح بضرورة تنظيف المنازل بانتظام واستخدام أجهزة تنقية الهواء لتقليل التعرض للجسيمات الدقيقة التي تزيد من الأعراض.
وشددعلى ضرورة تبني أسلوب حياة غذائي صحي ومتوازن، يحتوي على الأطعمة الطبيعية الغنية بالفيتامينات والمعادن والمضادات الطبيعية للأكسدة، خصوصًا في موسم الربيع.