كتب: سامية الإبشيهي -
01:11 ص | الأربعاء 05 مارس 2025
أصبح الفحص الدوري للأطفال أحد أهم الخطوات التي يجب أن يحرص عليها الأهل، في ظل ارتفاع الوعي الصحي، ليس فقط لاكتشاف الأمراض في مراحلها المبكرة، ولكن أيضًا لضمان النمو السليم لأطفالهم، وتشير الدراسات الحديثة إلى أن الفحوصات الدورية تقلل من فرص الإصابة بالأمراض المزمنة بنسبة 40%، وتساهم في رفع معدلات الشفاء بنسبة تصل إلى 90% عند التشخيص المبكر.
وتسعى وزارة الصحة المصرية إلى تعزيز ثقافة الفحص الدوري من خلال إطلاق حملات توعوية، والتأكيد على أن الكشف المبكر هو مفتاح العلاج الفعّال، خاصةً في ظل تزايد الأمراض الوراثية والمناعية بين الأطفال، وإليك أهمية الفحص الدوري للأطفال «عشان تطمني على صحة أولادك وتكتشفي أي مشاكل بدري».
يعتقد البعض أن الفحص الدوري للأطفال مجرد إجراء روتيني، لكن في الواقع، هو درع الحماية الأول لصحة الطفل، إذ قال محمود صبحي، استشاري طب الأطفال، لـ«الوطن»، إنّ الكشف المبكر عن الأمراض يساهم في علاجها قبل أن تتفاقم، ما يحمي الطفل من مضاعفات صحية قد تؤثر على نموه الطبيعي.
وأشار إلى أن الفحص الدوري للأطفال لا يقتصر فقط على الوزن والطول، بل يشمل:
- فحص الدم لاكتشاف الأنيميا وأمراض نقص المناعة.
- فحص السمع والبصر لضمان عدم وجود مشكلات تؤثر على التعلم والتواصل.
- تقييم النمو والتطور الحركي والعقلي للكشف عن أي تأخر في النمو أو اضطرابات سلوكية.
- التحاليل المخبرية مثل تحليل السكري، وظائف الكلى، والكشف عن الحساسية الغذائية.
يشير الأطباء إلى أن العديد من الأمراض الخطيرة تبدأ بأعراض بسيطة قد لا يلاحظها الأهل، وتشمل هذه الأمراض:
فقر الدم (الأنيميا) وهو من أكثر الأمراض انتشارًا بين الأطفال، ويؤثر على النشاط العقلي والتركيز.
اضطرابات الغدة الدرقية التي قد تؤثر على نمو الطفل ومستوى ذكائه.
أمراض القلب الخلقية إذ يمكن اكتشافها من خلال فحص نبضات القلب والدورة الدموية.
اضطرابات الجهاز الهضمي مثل حساسية القمح أو عدم تحمل اللاكتوز، والتي قد تؤثر على امتصاص العناصر الغذائية.
التوحد واضطرابات النمو والتي يمكن التعامل معها بشكل أفضل عند اكتشافها مبكرًا.
وأوضح أنه عندما يلاحظ الأهل أي أعراض غير طبيعية عند أطفالهم، مثل قلة الشهية، التعب المستمر، أو قلة التركيز، فإن القلق يسيطر عليهم، فالفحص الدوري يساعد في إزالة هذا القلق من خلال التشخيص الدقيق، ما يمنح الأهل راحة البال ويجنبهم القلق الناتج عن تأخير التشخيص.
ويعتبر الفحص الدوري فرصة للأهل للحصول على نصائح طبية متعلقة بالتغذية والنشاط البدني، فمن خلال متابعة الوزن والطول ونسب الفيتامينات والمعادن في جسم الطفل، يمكن وضع خطة صحية متكاملة تشمل:
- التغذية السليمة كتحديد الأطعمة المناسبة لكل مرحلة عمرية، وتعويض أي نقص غذائي.
- الوقاية من الأمراض لتقديم التطعيمات اللازمة، وتعزيز المناعة ضد الفيروسات.
- متابعة الصحة النفسية والسلوكية خاصةً مع تزايد المشكلات النفسية بين الأطفال بسبب الضغوط الدراسية والاجتماعية.
وأكدت وزارة الصحة أن الفحص الدوري للأطفال هو إجراء ضروري يجب أن يلتزم به جميع الآباء، مشيرة إلى أن الكشف المبكر يساهم في تحسين جودة حياة الطفل وتقليل تكاليف العلاج على المدى الطويل.
كما أوضحت الوزارة أن التطعيمات الدورية والفحوصات المخبرية تسهم في حماية الطفل من الأمراض المعدية والمزمنة، مشيرة إلى أن الكشف المبكر عن بعض الأمراض، مثل فقر الدم والسكري، يقلل من فرص حدوث مضاعفات خطيرة، ويزيد من نسبة نجاح العلاج بنسبة تصل إلى 85%.
ويوصي دكتور محمود صبحي، بأن يكون الفحص الدوري، ضمن الروتين السنوي للأسرة، ويمكن الالتزام به من خلال بعض الإرشادات من بينها:
- تحديد مواعيد منتظمة مع طبيب الأطفال، على الأقل مرة كل 6 أشهر.
- إجراء الفحوصات الأساسية مثل تحليل الدم وفحص السمع والبصر.
- متابعة التطعيمات والتأكد من تلقي الطفل جميع الجرعات المطلوبة.
- مراقبة سلوك الطفل وإبلاغ الطبيب عن أي تغييرات غير طبيعية.
- الاهتمام بالتغذية السليمة لتعزيز المناعة وتجنب الأمراض المرتبطة بنقص الفيتامينات.