كتب: سامية الإبشيهي -
11:04 ص | الأحد 02 مارس 2025
كشفت دراسة أجريت في الولايات المتحدة عن ارتباط محتمل بين استخدام دواء مسكن شهير، يُستخدم عموماً لعلاج الحمى والصداع والألم والأوجاع الخفيفة أثناء الحمل وزيادة خطر الإصابة باضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط لدى الأطفال، وتتبّعت الدراسة مستويات الدواء في دم 307 من النساء ذوات البشرة السمراء، إذ أظهرت أن الأجنة في الرحم كانوا أكثر عرضة للإصابة بالاضطراب بمعدل ثلاثة أضعاف مقارنة بغيرهم، ووفقًا للبيانات، فإن الفتيات كن أكثر تأثرًا، إذ ارتفع الخطر لديهن إلى ستة أضعاف خلال السنوات العشر الأولى من العمر.
أثار هذا البحث تساؤلات جديدة حول مدى سلامة الدواء المسكن للحوامل، خاصة أنه يعتبر الخيار الأكثر أمانًا لتخفيف الألم والحمى خلال الحمل، ومع ذلك، يحذر الخبراء من أن استخدامه بشكل متكرر أو بجرعات عالية قد يكون له تأثيرات غير متوقعة على النمو العصبي للجنين، وعلى الرغم من هذه النتائج، فلا تزال المؤسسات الصحية الكبرى، مثل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) والوكالة الأوروبية للأدوية (EMA)، تؤكد أن الخطر ضئيل طالما جرى استخدام الدواء بجرعات معتدلة ولأقصر فترة ممكنة.
وقالت الدكتورة شيلا ساثياناريانا، أستاذة الطب في جامعة ويسكونسن، إنّه جرت الموافقة على المسكن الشهير منذ عقود، لكنه لم يخضع بعد لدراسات كافية حول تأثيراته بعيدة المدى على الأجنة، وأضافت أن هناك حاجة ملحّة لإجراء أبحاث إضافية لتوضيح العلاقة المحتملة بين استخدامه أثناء الحمل واضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط لدى الأطفال.
كما دعا 91 عالمًا وطبيبًا في عام 2021 إلى اتباع نهج أكثر حذرًا عند وصف الدواء للحوامل، موصين بعدم تناوله إلا عند الضرورة الطبية القصوى، واستشارة الطبيب قبل استخدامه لفترات طويلة، والالتزام بأقل جرعة فعالة ممكنة.
وقال الدكتور محمد علاء، أستاذ الصحة العامة، في تصريحات خاصة لـ«الوطن»، إنّ الدراسة الأخيرة تثير تساؤلات مهمة حول استخدام المسكن الشهير أثناء الحمل، لكنه أوضح أن النتائج لا تعني بالضرورة الامتناع التام عن تناوله، وعلى الرغم من الإشارة إلى علاقة محتملة بين الدواء واضطراب نقص الانتباه، فإن ذلك لا يثبت الأمر بشكل قاطع، ومن الضروري استمرار الحوامل في استشارة أطبائهن قبل استخدام أي دواء، مع الحرص على تناول أقل جرعة فعالة ولأقصر فترة ممكنة، كما شدد على الحاجة إلى مزيد من الدراسات الموسعة لفهم التأثيرات المحتملة بشكل أكثر دقة.
وينصح أستاذ الصحة العامة النساء الحوامل في ظل هذه التطورات، بعدم تناوله دون استشارة طبية، مع ضرورة التوازن بين الفوائد المحتملة والمخاطر المترتبة على الاستخدام العشوائي، ويشدد المختصون على أهمية البحث عن بدائل آمنة عند الحاجة، خاصة في الحالات التي يمكن فيها تجنب استخدام الدواء تمامًا.