كتب: سامية الإبشيهي -
06:31 م | الخميس 13 فبراير 2025
حذرت دراسات طبية حديثة من الآثار الجانبية الخطيرة لأدوية التخسيس، حيث سجلت حالات فقدان بصر لدى بعض المستخدمين، وسط تزايد الاعتماد على هذه الأدوية لإنقاص الوزن، وأكد خبراء الصحة ضرورة مراجعة المرضى للأطباء قبل تناولها، خاصة لمن يعانون من أمراض مزمنة مثل السكري.
سجلت منظمة الصحة العالمية زيادة غير مسبوقة في معدلات السمنة عالميًا، حيث أكدت في أحدث تقاريرها أن أكثر من مليار شخص يعانون من السمنة، مما يجعلها من أخطر المشكلات الصحية عالميًا، وأشار التقرير إلى أن السمنة كانت سببًا في وفاة خمسة ملايين شخص خلال عام 2019، ما دفع الملايين إلى البحث عن حلول سريعة لإنقاص الوزن.
ومع أن اتباع نظام غذائي صحي وممارسة التمارين الرياضية يعدان من أفضل الحلول طويلة المدى لمكافحة السمنة، إلا أن الكثيرين يلجأون إلى بدائل أسرع، مثل العمليات الجراحية، جلسات إذابة الدهون، وأدوية التخسيس التي تعمل على كبح الشهية أو تسريع عملية التمثيل الغذائي.
شوهدت السنوات الأخيرة انتشارًا واسعًا لحقن التخسيس، خاصة بين المشاهير، مما زاد من الإقبال عليها بين الجمهور العام، ومن بين الأدوية الأكثر استخدامًا، تبرز أسماء مثل أوزمبيك ومونجارو، اللذين يعتمدان على هرمون GLP-1، الذي يساعد في تقليل الشهية والتحكم في مستويات السكر في الدم.
وعلي الرغم من الشعبية الكبيرة لهذه الأدوية، فإن دراسات علمية حديثة دقت ناقوس الخطر بشأن آثارها الجانبية، محذرة من احتمالية تسببها في فقدان البصر لدى بعض المستخدمين.
وأفادت دراسة علمية نشرت مؤخرًا بأن أدوية التخسيس قد تؤدي إلى مشكلات بصرية خطيرة، حيث سجلت حالات فقدان مفاجئ للبصر بين المرضى الذين يستخدمون هذه العلاجات، ووفقًا للدراسة، تعرض 9 مرضى بمتوسط عمر 58 عامًا لمضاعفات بصرية حادة، من بينها الاعتلال العصبي البصري الإقفاري الأمامي غير الشرياني (NAION)، الذي قد يسبب فقدانًا دائمًا للرؤية.
وأكد الباحثون أن الأدوية التي تعتمد على السيماجلوتيد قد تؤثر على تدفق الدم إلى العصب البصري، مما يرفع خطر حدوث اضطرابات بصرية خطيرة، وأوضح الدكتور برادلي كاتز، المؤلف الرئيس للدراسة، أن هذه الأدوية فعالة في خفض مستويات السكر في الدم، لكنها قد تؤدي إلى تورم العصب البصري أو تفاقم مشكلات الشبكية، خاصة لدى مرضى السكري.
أوضحت الدراسة أن الانخفاض السريع في مستويات السكر في الدم، الذي يحدث بسبب أدوية التخسيس، يمكن أن يؤدي إلى اضطرابات في ضغط السوائل داخل العين، مما يؤثر بشكل مباشر على صحة العصب البصري.
وأشار الباحثون إلى أن هذه المشكلات قد تكون أكثر شيوعًا لدى المرضى الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم أو السكري، حيث إن هذه الفئات تعاني بالفعل من ضعف في تدفق الدم إلى العصب البصري، مما يزيد من احتمالية حدوث تلف دائم.
لم تتوقف المخاوف عند فقدان البصر فقط، بل أبلغ بعض المستخدمين عن أعراض جانبية أخرى مرتبطة بهذه الأدوية، من بينها:
الشعور بالحكة وتهيج الجلد في موضع الحقن.
احمرار وتحسس في المنطقة المعالجة.
اضطرابات في الجهاز الهضمي مثل الغثيان والإسهال.
انخفاض سريع في مستويات السكر في الدم، مما قد يؤدي إلى الدوخة أو فقدان الوعي.
اضطرابات في ضغط الدم وتسارع ضربات القلب لدى بعض الحالات.
شددت وزارة الصحة في ظل تصاعد التحذيرات من مخاطر أدوية التخسيس، على ضرورة استشارة الأطباء قبل تناول هذه الأدوية، محذرة من خطورة استخدامها دون إشراف طبي، وأكدت الوزارة أن الأدوية التي تؤثر على الهرمونات ومستويات السكر في الدم قد تحمل مخاطر صحية جسيمة، خاصة إذا تم تناولها بجرعات غير مناسبة.
وأشار متحدث باسم الوزارة إلى أن هناك توجهًا لمراجعة آليات صرف هذه الأدوية، لضمان عدم استخدامها بشكل غير آمن، خاصة بعد التقارير التي ربطت بينها وبين فقدان البصر واضطرابات الجهاز العصبي.
وعلي الرغم من التحذيرات الطبية، شهدت مبيعات أدوية التخسيس ارتفاعًا ملحوظًا خلال السنوات الأخيرة، حيث تزايد الإقبال عليها بشكل كبير بين الأشخاص الذين يسعون لخسارة الوزن بسرعة.
وأكدت تقارير سوقية أن نسبة كبيرة من المستهلكين لا يحصلون على هذه الأدوية بوصفة طبية، بل يعتمدون على شرائها من خلال الإنترنت أو من صيدليات لا تفرض رقابة صارمة على صرفها.
بدأت بعض الجهات الصحيةفي فرض قيود جديدة على صرف أدوية التخسيس، حيث أصدرت تحذيرات رسمية توصي بعدم استخدام هذه الأدوية دون إشراف طبي دقيق.
وفي بعض الدول، تمت إضافة تحذيرات على عبوات الأدوية، تنبه المرضى إلى ضرورة مراقبة أي تغيرات صحية قد تطرأ أثناء تناولها، خاصة فيما يتعلق بالرؤية وضغط الدم ومستويات السكر.
يرى خبراء الصحة أن أفضل الطرق لإنقاص الوزن بأمان هي تلك التي تعتمد على تغييرات في نمط الحياة، بدلًا من اللجوء إلى الأدوية التي قد تحمل مخاطر غير متوقع، ومن بين البدائل الأكثر أمانًا:
اتباع حمية غذائية متوازنة تعتمد على تقليل السعرات الحرارية وزيادة تناول الخضروات والبروتينات الصحية.
ممارسة الرياضة بانتظام، حيث أثبتت الدراسات أن النشاط البدني يساعد على تحسين صحة القلب وخفض الوزن بشكل طبيعي.
استخدام تقنيات علاجية غير دوائية، مثل العلاج السلوكي والتوجيه الغذائي، اللذين يساعدان على تعديل العادات الغذائية غير الصحية.