كتب: سامية الإبشيهي -
12:01 ص | الخميس 13 فبراير 2025
تُعد الشطة من التوابل الأكثر استهلاكًا في المطبخ المصري والعربي، إذ يُفضلها الكثيرون لنكهتها المميزة، ومع ذلك فإنّ الإفراط في تناولها قد يؤدي إلى مشكلات صحية خطيرة، خاصة لمن يعانون من أمراض القولون والجهاز الهضمي.
وفي هذا السياق، حذّر الدكتور محمد الحوفي، أستاذ علوم الأغذية بجامعة عين شمس، لـ«الوطن»، من أضرار الشطة علي القولون، والتأثيرات السلبية للشطة على الجهاز الهضمي، مؤكدًا أنّها قد تسبب تهيج القولون وزيادة اضطراباته، خاصة لدى مرضى القولون العصبي والتهابات الأمعاء.
ومن جانبها، قالت الدكتورة مروة شعير، أستاذ مساعد الأغذية الخاصة والتغذية بمعهد بحوث تكنولوجيا التغذية، إن تناول الشطة بكثرة يؤدي إلى اضطرابات معوية حادة، وزيادة فرص الإصابة بالتهابات القولون التقرّحي، محذرة من تأثيرها السلبي على التوازن البكتيري في الأمعاء، ما قد يؤدي إلى تفاقم الأعراض لدى المرضى الذين يعانون من مشكلات هضمية.
وحذّر الحوفي من أن الشطة تحتوي على مادة الكابسيسين، التي تسبب تهيجًا في بطانة المعدة والأمعاء، ما يؤدي إلى زيادة حساسية القولون واضطرابات في الهضم، حيث أكد أنّ تناول الشطة بكثرة يؤدي إلى تقلصات حادة في الأمعاء، قد يصاحبها إسهال مزمن أو اضطرابات هضمية مستمرة، ما يزيد من معاناة مرضى القولون العصبي.
وتابع بأنّ الأشخاص الذين يعانون من التهابات القولون المزمنة يجب أن يتجنبوا تناول الشطة، لأنّها تؤدي إلى زيادة التهابات الأنسجة الداخلية، ما يُفاقم الأعراض ويؤدي إلى آلام معوية مستمرة.
وأكدت الدكتورة مروة شعير أن الشطة تؤثر بشكل مباشر على مرضى القولون العصبي، حيث تزيد من التشنجات والتقلصات، ما يؤدي إلى الشعور بعدم الراحة بعد تناولها، إذ إنّ مرضى القولون العصبي يعانون من فرط حساسية الجهاز الهضمي، والشطة من الأطعمة التي تسبب زيادة حركة الأمعاء بشكل غير طبيعي، ما يؤدي إلى الإسهال أو الإمساك بشكل متكرر.
وأضافت أن تناول الشطة يؤدي أيضًا إلى زيادة إفراز الغازات وانتفاخ البطن، ما يجعل الجهاز الهضمي أكثر اضطرابًا، ويزيد من معاناة المرضى.
وفيما يتعلق بتأثير الشطة على الجهاز الهضمي بشكل عام، وقال الحوفي إن الطعام الحار يزيد من إفراز أحماض المعدة، ما يؤدي إلى زيادة التهابات المعدة، وارتجاع المرئ، وهو ما يؤثر سلبًا على القولون.
وأضاف أن الأحماض الزائدة قد تؤدي إلى اضطراب عملية الهضم، وتفاقم مشاكل القولون، ما يزيد من احتمالية الإصابة بالإسهال المزمن أو الإمساك المتكرر.
أما فيما يتعلق بتأثير الشطة على البكتيريا النافعة في الأمعاء، فقد أكدت الدكتورة مروة شعير أن تناول الشطة بكميات كبيرة يؤثر سلبًا على التوازن البكتيري في الجهاز الهضمي، ما يؤدي إلى اضطرابات هضمية مزمنة، حيث وأوضحت أن البكتيريا النافعة تُشكل دورًا رئيسيًا في تحسين عملية الهضم، لكن الأطعمة الحارة مثل الشطة قد تؤدي إلى قتل هذه البكتيريا، ما يسبب خللًا في الأمعاء وزيادة فرص الإصابة بالالتهابات المعوية.
وعن تأثير الشطة على مرضى التهاب القولون التقرحي، شدد الدكتور محمد الحوفي على ضرورة تجنب تناولها، حيث إنها تزيد من حساسية الأمعاء والتهاباتها، مما يؤدي إلى تفاقم الأعراض، وقال أن التهاب القولون التقرحي مرض مزمن، والشطة من العوامل التي قد تؤدي إلى زيادة النزيف الداخلي والآلام الشديدة، لذلك يجب على المرضى الابتعاد عنها تمامًا.
وفي السياق ذاته، أكدت الدكتورة مروة شعير أن الكابسيسين الموجود في الشطة يؤدي إلى تحفيز الأعصاب المرتبطة بالقولون، مما يزيد من حساسية الأمعاء للألم.
وأوضحت أن تحفيز الأعصاب في الجهاز الهضمي يؤدي إلى زيادة تقلصات القولون، مما يجعل الشخص يشعر بآلام حادة واضطرابات معوية، وقد يؤدي إلى زيادة نوبات الإسهال أو الإمساك بشكل مفاجئ.
ولتجنب أضرار الشطة، قدم الأطباء عددًا من النصائح لمرضى القولون العصبي والتهابات الأمعاء، أبرزها:
- تجنب تناول الشطة بكميات كبيرة، خاصة لمن يعانون من القولون العصبي.
- الحرص على شرب كميات كافية من الماء بعد تناول الأطعمة الحارة لتخفيف تأثيرها على المعدة.
- تجنب تناول الشطة على معدة فارغة، حتى لا تسبب تهيجًا زائدًا في جدار المعدة.
- تقليل الأطعمة الحارة تدريجيًا، خاصة لمن اعتادوا على تناولها بكثرة.
- استبدال الشطة بأطعمة أخرى أقل حدة، مثل الفلفل الأحمر الطازج أو الزنجبيل.
وبحسب تصريحات الدكتور محمد الحوفي والدكتورة مروة شعير ، فإن تناول الشطة بكثرة يؤدي إلى تهيج بطانة القولون، اضطرابات في الأمعاء، وزيادة الالتهابات المعوية، مما يجعلها خطرًا حقيقيًا على الأشخاص الذين يعانون من أمراض الجهاز الهضمي.
لذلك، ينصح الخبراء بضرورة الاعتدال في تناولها، وتجنبها تمامًا في حالة وجود مشاكل مزمنة في القولون، للحفاظ على صحة الجهاز الهضمي وتجنب المضاعفات الخطيرة.