قد يعتقد العديد أن ممارسة التمارين الرياضية والذهاب لصالات «الجيم» أمر ترفيهي، لكنه وفقًا للأطباء مفتاح لتعزيز الصحة، ومحاربة الأمراض، وطول العمر، وهو ما كشفته دراسة علمية حديثة نشرتها مجلة «سيركيوليشن» بأن ممارسة التمارين الرياضية بانتظام يمكن أن تكون لها آثار صحية مذهلة، تتجاوز مجرد تحسين الشكل البدني، فعندما يمارس الأفراد من 300 إلى 599 دقيقة من النشاط البدني المعتدل أسبوعيا، فإنهم يقللون من معدلات الوفيات ويعززون فرصهم في العيش لفترة أطول.

وأجريت الدراسة على أكثر من 116 ألف شخص بالغ على مدار 30 عامًا، حيث حلل الباحثون بياناتهم الصحية وروتينهم الرياضي.

التأثير الإيجابي للتمارين الرياضية على معدلات الوفيات

ووجدت الدراسة أن الأشخاص الذين مارسوا التمارين الرياضية من 300 إلى 599 دقيقة أسبوعيا كانوا أقل عرضة للوفاة بنسبة تتراوح بين 26 إلى 31% مقارنة بمن لا يمارسون النشاط البدني، كما أظهرت النتائج أن أولئك الذين واظبوا على ممارسة النشاط البدني المعتدل، مثل المشي ورفع الأثقال، كانوا أقل عرضة للوفاة بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية بنسبة تتراوح بين 28 إلى 38%، وكان لديهم خطر أقل بنسبة 27% للوفاة بسبب أسباب أخرى.

و تؤكد هذه النتائج على أهمية دمج النشاط البدني في الحياة اليومية، رغم أن الإرشادات الصحية الأمريكية توصي بممارسة 150 دقيقة فقط من النشاط البدني المعتدل أسبوعيا، فإن الدراسة أكدت أن زيادة هذه المدة يمكن أن يكون لها فوائد صحية إضافية، بما في ذلك تقليل المخاطر الصحية بشكل أكبر.

وأوضحه الدكتور علاء الغمراوي، استشاري القلب والأوعية الدموية لـ«الوطن»، أن ممارسة الرياضة تعزز صحة القلب، وتحد من أمراض الضغط والأزمات والجلطات القلبية المُسببة للوفاة. 

النشاط البدني استراتيجية للشيخوخة الصحية

ويؤكد العديد من الخبراء أن النشاط البدني ليس مجرد وسيلة للحفاظ على الصحة الجسدية فحسب، وإنما استراتيجية أساسية للشيخوخة الصحية، ويقول ريان جلات، مدرب صحة الدماغ ومدير برنامج FitBrain في معهد Pacific Neuroscience أن النشاط البدني هو أحد المفاتيح الأساسية للشيخوخة الصحية، حتى مستويات النشاط البسيطة يمكن أن تقدم فوائد كبيرة، مثل الوقاية من الأمراض المزمنة وتحسين نوعية الحياة.

وتشير الدراسات إلى أن النشاط البدني المنتظم يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بالأمراض المزمنة مثل السكري وأمراض القلب، كما أن تمارين القوة تسهم بشكل كبير في الحفاظ على الصحة الجسدية والعقلية، مما يساعد على التقدم في السن بشكل أكثر صحة وأقل مشاكل.

أنواع التمارين التي يمكن أن تساعدك على العيش لفترة أطول

وأبرزت الدراسات أي نوع من النشاط البدني يمكن أن يساهم في تحسين الصحة العامة وزيادة طول العمر، فتمارين القوة، مثل رفع الأثقال، تعتبر أكثر فاعلية في الحد من علامات الشيخوخة، كما أن تمارين الكيتلبل، التي تجمع بين تقوية العضلات وزيادة المرونة، وتساعد على الحفاظ على حركة الجسم بشكل صحي وتساهم في تحسين الأداء البدني.

كيف تبدأ في ممارسة الرياضة إذا كنت غير نشط؟

ويُعد بدء التمارين الرياضية أمراً مهماً لتحسين الصحة العامة، ولكن لا يجب أن تكون البداية شاقة، ينصح ألبرت ماثيني، أخصائي التغذية ومدرب اللياقة البدنية الشخصي، بأن يبدأ الأشخاص بممارسة المشي بشكل منتظم وبكثافة عالية تدريجياً، و بعد ذلك، يمكنهم الانتقال إلى الركض أو الهرولة، ثم إدخال تمارين القوة والتمارين عالية الكثافة مثل التدريب المتقطع.

يوصي ماثيني أيضًا بتركيز التدريبات على مجموعات العضلات الكبيرة مثل الساقين، حيث تساهم تمارين مثل القرفصاء والألواح في تحسين القوة البدنية بشكل كبير، كما يوضح أن التمارين التي لا تتطلب معدات رياضية معقدة تعتبر مثالية للمبتدئين، وإذ كنت مبتدئاً، فإن البدء بتدريبات بسيطة ثم زيادتها تدريجياً يمكن أن يكون له تأثير إيجابي على حياتك الصحية، والأهم من ذلك هو التزامك بروتين رياضي مستدام.