كتب: سامية الإبشيهي -
01:57 م | السبت 08 فبراير 2025
ختان الإناث من أخطر الممارسات التي تهدد صحة الفتيات، حيث يخلّف أضرارًا جسدية ونفسية قد تستمر مدى الحياة، وعلي الرغم من الجهود المبذولة لمكافحته، فـ لا تزال بعض المجتمعات تتمسك به كعادة متوارثة، متجاهلةً التحذيرات الطبية والقانونية التي تؤكد خطورته وضرورة القضاء عليه.
وحذّرت وزارة الصحة والسكان من خطورة ختان الإناث، مؤكدةً أنه ممارسة غير طبية تشكل تهديدًا مباشرًا على صحة الفتيات والنساء، سواء على المدى القصير أو البعيد.
وأوضحت الوزارة أن تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية قد يتسبب في مضاعفات جسدية ونفسية خطيرة، تصل إلى حد الوفاة في بعض الحالات.
أكدت الوزارة، عبر منشور على موقع فيسبوك، أن ختان الإناث يؤدي إلى نزيف حاد، التهابات خطيرة، صدمة عصبية، وناسور بولي أو شرجي، فضلًا عن تأثيره السلبي على الصحة النفسية، حيث يتسبب في الاكتئاب والقلق واضطرابات نفسية أخرى.
وقد تواجه الفتاة مشكلات إنجابية خطيرة على المدى البعيد، منها العقم، تعسر الولادة، وزيادة نسبة وفيات الأطفال حديثي الولادة، كما أن المولود قد يعاني من مشكلات تنفسية تستدعي رعاية مركزة، مما يهدد سلامته منذ اللحظات الأولى من حياته.
وتشدد وزارة الصحة والسكان على أهمية التصدي لهذه العادة الضارة، داعيةً إلى تعزيز الوعي المجتمعي بشأن خطورة ختان الإناث، وضرورة الالتزام بالقوانين التي تجرم هذه الممارسة، كما دعت الوزارة الأهالي ايضًا إلى حماية بناتهم من هذا الخطر، مؤكدةً أن الختان ليس له أي أساس طبي أو ديني، بل يمثل تهديدًا مباشرًا لصحة الفتاة وحياتها.
وأكدت منظمة الصحة العالمية في بيان سابق لها، أن ختان الإناث يُعد انتهاكًا لحقوق الإنسان، حيث تتعرض الفتيات لهذه الممارسة دون موافقتهن، مما يجعله انتهاكًا صارخًا لحقوق الطفل، كما أوضحت أن هذه العادة تمثل أحد أشكال التمييز بين الجنسين وتعكس عدم المساواة العميقة بين الرجل والمرأة.
وأشارت المنظمة إلى أن هناك أكثر من 200 مليون امرأة حول العالم تعرضن لختان الإناث، فيما يواجه أكثر من 4 ملايين فتاة سنويًا خطر الخضوع لهذه الممارسة قبل بلوغهن سن 15 عامًا.
وشددت منظمة الصحة العالمية على موقفها الرافض لختان الإناث، مؤكدة أن العاملين في المجال الصحي يجب ألا يشاركوا في هذه الممارسة بأي شكل من الأشكال، حيث اعتبرت المنظمة الختان نوعًا من "التشويه الجنسي للإناث"، وهو وصف يعكس التأثيرات السلبية لهذه العادة على صحة المرأة الجسدية والنفسية.
وكشف المسح الصحي للأسرة المصرية، الصادر عن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، عن انخفاض معدلات ختان الإناث في الفئة العمرية من صفر إلى 19 عامًا من 21% عام 2014 إلى 14% عام 2023، كما تراجعت نسبة الأمهات اللاتي ينوين ختان بناتهن في المستقبل إلى 13% فقط، مقارنة بـ35% عام 2014.
وتشير البيانات إلى أن ارتفاع مستوى التعليم كان أحد العوامل الأساسية التي ساهمت في تقليل انتشار هذه الظاهرة، إذ وصلت نسبة المختونات بين السيدات اللاتي أتممن المرحلة الثانوية إلى 82%، مقارنة بـ95% بين من لم يتلقين أي تعليم.
أكدت منظمة الصحة العالمية أن محاولات إجراء الختان داخل المنشآت الطبية أو تحت إشراف طبي لا تقل خطورة عن الممارسات التقليدية، حيث تظل الأضرار قائمة، مما يستوجب تكثيف الجهود لمنع "تطبيب الختان" وفي هذا السياق، دربت المنظمة، بالتعاون مع وزارة الصحة المصرية، نحو 5000 مثقفة صحية (رائدات ريفيات) في 9 محافظات، بهدف توعية المجتمعات المحلية بالمخاطر الجسدية والنفسية للختان، والتأكيد على عدم وجود أي فوائد طبية له.
ووسعت منظمة الصحة العالمية نطاق جهودها لمواجهة الختان، عبر التعاون مع اتحادات طلاب الطب والصيدلة والتمريض في الجامعات المصرية