قبل أكثر من 10 سنوات كانت ظاهرة ختان الإناث، هي الأكثر انتشارًا في القرى والربوع، لم تكن مجرد عملية تخضع لها الفتيات الصغيرات، بل منهج انتهجه العديد من الأهالي اعتقادًا منهم بإنهم يعفون بناتهم، وتحول يوم إجراء عملية الختان إلى يوما للاحتفال وتبادل الهدايا بين الأهل والأقارب، وكأن الفتاة حصدت أعلى العلامات، قبل أن تصرخ الطفلة بدور في وجه المجتمع وتلك العادة السقيمة، صرخة فاضت بروحها، ودقت ناقوس الخطر في وجه المجتمع، ويصبح يوم رحيلها هو  يوًما وطنيًا للقضاء على ختان الإناث.

من هي الطفلة بدور؟ 

بوجهها البريء الطفولي، وعقلها الصغير الذي لم يستوعب تفاصيل الحياة من حوله، عالمها الصغير التي طالما حلمت فيه أحلامًا لم تتحقق بيد والدتها التي وضعتها بإرادتها تحت رحمة طبيبة القرية، التي انتزعت منها الرحمة قبل أن تنتزع قطعة من جسد الطفلة الهزيلة، لتفيض روحها على الفور. 

جرعة زائدة من المخدر أودت بحياة الطفلة

ففي صباح 14 يونيو 2007، استيقظت الطفلة بدور أحمد شاكر، المقيمة بقرية مغاغة في محافظة المنيا، على خبر نجاحها في الصف السادس الابتدائي، لتغمرها الفرحة طوال اليوم، في انتظار قدوم الأهل والأقارب لتقديم المباركات لها، قبل أن تصطحبها والدتها مساءً لإجراء عملية «الختان»، بدافع الحفاظ على شرف البنت وعفتها، كما دار في القرى، لم تكن تعلم الأم إنها كالقطة التي قتلت أطفالها، وضعتها في مصير مُظلم وتركتها تواجه قدرها المحتوم عقب حصولها على جرعة زائدة من المخدر، أفقدتها حياتها على الفور، وعلى الفور  أحيلت الطبيبة التي أجرت لها عملية الختان مقابل مبلغ 50 جنيها، إلى محكمة الجنح، لكنها برأت الطبيبة من التهم المنسوبة إليها، لعدم وجود نص قانوني يجرم ختان الإناث حينذاك.

ختان الإناث، العادة التي اتبعتها الأسر المصرية بهدف الحفاظ على عفة وشرف بناتهن، أسقطت الطفلة  بدور وغيرها من الفتيات اللاتي لفظن أنفاسهن الأخيرة ضحايا للختان، ليعلن المجلس القومي للسكان ذكرى وفاة «بدور» 14 يونيو، يوما وطنيا لمناهضة هذه الجريمة. 

واليوم عادت الدكتورة مايا مرسي رئيس المجلس القومي للمرأة، تذكرنا بوفاة الطفلة بدور الأليمة، وكيف أصبح يومًا وطنيًا، في بيان لها، قائلة إنّ اليوم الوطني لمناهضة ختان الإناث هذا العام، يذكرنا بمرور الذكرى الـ16 على مقتل الطفلة «بدور» ضحية تلك الجريمة البشعة، والتي تتصدى لها الدولة المصرية بكل قوة للقضاء عليها.