طفل فلسطيني يحمل حقيبته على ظهره مرتديًا الزي المدرسي، ومتجهًا نحو مدرسته، ليستقي منها العلم، يمشي وحيدا بين الشوارع التي أزال معظمها جيش الاحتلال الإسرائيلي، وتركها بلا ملامح، ويحاول الصغير أن يجد الأمان بين الطرقات بينما يسير، إلا أن قوات الاحتلال وجدها أمامه، وعلى الفور أصيب بالرعب، وغير اتجاهه، وقرر أن يعود من حيث أتى خوفا منها.

طفل يمنع من مدرسته بسبب خوفه من قوات الاحتلال 

مجموعة من الملثمين التابعين لجيش الاحتلال الإسرائيلي، والمدججين بالأسلحة، ظهروا مصطفين على جانبي الطريق، وفي مواجهتهم طفل فلسطيني يبدو في المرحلة الابتدائية، كان في طريقه إلى المدرسة لتلقي دروسه العلمية، في مدينة «شعفاط» الفلسطينية، التي تقع في الشمال الشرقي لمدينة القدس، ولكن بعدما وجد قوات العدوان الإسرائيلي أمامه، لم يفكر لحظة وسريعا ما استدار برأسه وجسده ثم عاد إلى المنطقة التي قدم منها، هروبا من العنف الذي يمكن أن يتعرض له.

جيش الاحتلال والحرب النفسية على أطفال فلسطين 

في مقطع فيديو انتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وثق لحظات من الرعب طالت تلميذ فلسطيني، بعدما اقترب من مكان مدرسته، وشاهد عدد كبير من قوات الاحتلال الإسرائيلي، فشعر بالخوف الشديد، ثم عاد مرة أخرى إلى منزله، نقلاً عن التليفزيون الفلسطيني، وأثار المقطع تعاطف رواد السوشيال ميديا على نطاق واسع.

لا تقتصر الغارات التي شنتها طائرات الجيش الإسرائيلي على فلسطين في قطاع غزة فقط، بل شمل عدوان قوات الاحتلال الإسرائيلي مختلف الأماكن والمناطق، فالحرب في المقام الأول، هي حرب نفسية بحتة، ضحيتها الأولى هم الأطفال، الذين حُرموا من مشاعر الأمان، إذ قُصفت مدارسهم، واستشهد منهم آلاف، وشردوا في المستشفيات ودور العبادة وأصبحوا بلا مأوى، فضلا عن الأعداد التي لا حصر لها من المفقودين تحت الأنقاض، والملايين منهم خسر والديه أو عائلته بالكامل.