من ينجو من القصف يلاحقه شبح الموت متشكلًا في أمراض وأوبئة تصيبه عاجلًا أم أجلًا، فقطاع غزة المنكوب يعاني من حصار غاشم يقصف المربعات السكنية، المدارس والمستشفيات لا يرحم صغيرًا أو كبيرًا؛ وعلى مدار شهر تقريبًا قطعت حكومة الاحتلال الإسرائيلي عن غزة كل مقومات الحياة وأهمها المياه، وحتى يحصلون على المياه لجأت الأسر الناجية من القصف إلى البحر، هناك يستحمون ويغلسون ملابسهم ويملأون الأواني التي يأخذونها يشربون منها ويطهون الطعام، وهو ما عرضته قناة «القاهرة الإخبارية».

أمراض تهدد الناجين من أهل غزة

في حديثها لـ«هُن»، قالت الدكتورة إيناس شلتوت، أستاذ أمراض السكر والباطنة العامة بكلية طب قصر العيني إن تلك المياه المالحة وعدم الدخول لدورات المياه في قطاع غزة تهدد السكان بأمراض الكلى.

سكان #غزة يستخدمون مياه البحر كبديل عن المياه الصالحة للاستحمام والشرب#من_غزة_هنا_القاهرة#تضامنا_مع_فلسطين #القاهرة_الإخبارية pic.twitter.com/cb0Wvk0Duc

— AlQahera News (@Alqaheranewstv) November 4, 2023

ومن جهته، عرض الموقع الرسمي للإدارة للمحيطات والغلاف الجوي خطورة تناول مياه البحار على الكلى، موضحًا أن خلايا الإنسان تستقبل الماء والملح لكن بنسبة آمنة مثل الملح المكرر المستخدم في الطعام، لكن محتوى الملح في مياه البحر أعلى بكثير مما يمكن أن يعالجه جسم الإنسان، بالإضافة إلى ذلك، عندما نستهلك الملح كجزء من نظامنا الغذائي اليومي، فإننا نشرب أيضًا السوائل، مما يساعد على تخفيف الملح والحفاظ عليه في مستوى صحي، كما تعتمد الخلايا الحية على كلوريد الصوديوم «الملح» للحفاظ على التوازنات والتفاعلات الكيميائية في الجسم، ومع ذلك، فإن الكثير من الصوديوم يمكن أن يكون مميتًا، وللتخلص من الملح الزائد الذي يتم تناوله عن طريق شرب مياه البحر، عليك أن تتبول كمية من الماء أكثر مما تشربه وفي نهاية المطاف، تموت من الجفاف حتى عندما تشعر بالعطش.

أضرار عدم دخول الحمام

وبحسب موقع «medicalnewstoday» فإن عدم دخول سكان غزة إلى الحمام يعرضهم لأمراض عدة منها تمدد المثانة، الذي يجعل من الصعب أو المستحيل على المثانة أن تنقبض وتخرج البول بشكل طبيعي.

- تلف عضلات قاع الحوض:

قد يؤدي حبس البول بشكل متكرر إلى الإضرار بعضلات قاع الحوض، وإحدى هذه العضلات هي العضلة العاصرة، والتي تبقي مجرى البول مغلقًا لمنع تسرب البول، كما يمكن أن يؤدي إتلاف هذه العضلة إلى سلس البول، وتساعد ممارسة تمارين قاع الحوض، مثل تمارين كيجل، على تقوية هذه العضلات وإصلاح فقدان العضلات أو منع التسرب.

- حصوات الكلى

يؤدي حبس البول إلى تكوين حصوات الكلى لدى الأشخاص الذين لديهم تاريخ من هذه الحالة أو لدى الذين لديهم نسبة عالية من المعادن في بولهم، ويحتوي البول غالبًا على معادن مثل حمض اليوريك وأكسالات الكالسيوم.

خطورة الحصار على مرضى السكر

تقول «شلتوت» إن للحصار أضرار كبيرة على أصحاب الأمراض المزمنة في حال نفاد الأنسولين وتلف الكميات الموجودة:«الأطفال والكبار اللي بيتناولوا أنسلوين معرضين للموت، لإن الكهربا مقطوعة والأنسولين لازم يحفظ في تلاجات، ومعندهمش إمداد من الأنسولين ودا هيموت الشباب والكبار اللي بيتعالجوا من السكر، لو ودينا أنسولين ممكن يقعد كتير على ما يدخل ولما يدخل مفيش إتصال بالأماكن المختلفة علشان كدا مفيش توزيع للإنسولين».