كتب: أمنية شريف -
05:17 م | الإثنين 30 أكتوبر 2023
في إراقة للدماء، واستباحة للنساء والأطفال، والقصف الإسرائيلي بلا رحمة وإنسانية، منذ الساعات الأولى في صباح اليوم، شهد محيط مستشفى القدس غارات متواصلة، ليخرج بين كم الخراب فيديو يوثقه أحد المواطنين لأطفال أقوياء يضحكون ويلعبون ويرأسهم عنوان «نحن أحياء حتى الآن من مستشفى القدس في غزة».
ضحكات الأطفال تتعالى في الطرقات، يلعبون ويتجولون في الأنحاء، جعلوا من سلالم المستشفى ملهى، يبتسمون لدرجة أنك تتخيل أن نزع الألم بداخلهم، لكنهم أقوياء رافعين شعار «نحن نحب الحياة الله موجود»، وظهروا في الفيديو المعروض على تليفزيون فلسطين، أثاروا تعاطف نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، إذ كانوا مغلفين بعفوية الطفولة المحملة بالصبر والفرحة، برغم الموت المحيط بمستشفى القدس، نتيجة قوات الاحتلال الإسرائيلي.
اقرأ أيضًا: قوات الاحتلال تجدد قصف محيط مستشفى القدس
ظهر مع أطفال مستشفى القدس أحد المواطنين الفلسطينيين، يسألهم «وين إحنا موجودين»، لتكون إجابتهم صادمة بعض الشيء تحيطنا بالقلق، لكن ثقتهم في الله أكبر من كل شيء، ليجيبوا «في مستشفى القدس هنا كل يوم، نلعب ونضحك في الطرقات حمانا الله»، وبداخلهم شجاعة تعادل مئات الرجال، تحيطهم أقوال الشارع محمود درويش «نحن نحب الحياة، إذا ما استطعنا إليها سبيلا».
أثار ذلك الخوف والحب في قلوب الكثيرين على مواقع التواصل الاجتماعي، لتأتي التعليقات في أدعية لجميع الأطفال بأن ينصرهم الله، «اللهم انصر إخواننا في فلسطين واحفظهم بعينيك التي لا تنام»، «حماكم الله يا رمز الطهارة»، وأكد الجميع أن كل الأطفال على مستوى العالم لم يكونوا بهذه الشجاعة، لتتعالى أصوات الجميع «ربنا يقويهم على المحن».
وأكد جمال فرويز، استشاري أمراض الطب النفسي، لـ«هُن»، أن امتلاك الأطفال لهذه الشجاعة يأتي من صلابتهم لمرور الكثير من الأحداث والفواجع من حولهم، وأوضح أن السنوات الأولى هي التي تشكل شخصية الطفل، فهم كوَّنوا كل الذكريات التي مدتهم بالشجاعة: «كل الأشياء المتعلقة ببناء الشخصية واتجاهات الطفل قد تكونت في هذه المرحلة المبكرة من حياته، فتكون لديه هذه القوة لمروره بالكثير من الأحداث، لذلك يجب الاهتمام نفسيتهم حتى في تلك الأحداث».