رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

مأساة شاعرة فلسطينية تحت القصف: نايمين في الشارع وجثماين الشهداء كلها أشلاء

كتب: آية أشرف -

03:40 م | الأربعاء 18 أكتوبر 2023

الفلسطينية ميس عبدالهادي

«في طريقي من فلسطين لمصر الحبيبة، أول ما شفت الجندي المصري أقسم بالله حسيت بأمان وسعادة لا توصف، أنا فلسطينية فخورة أن الأمة العربية فيها جيش كجيش مصر العزيزة»، كلمات قالتها الشاعرة الفلسطينية ميس عبد الهادي، إذ تألقت منذ عامين أمام الرئيس عبد الفتاح السيسي، في الندوة التثقيفية الـ34 للقوات المسلحة، بالتزامن مع احتفالات نصر أكتوبر، حينها.

ووقفت بالشال الفلسطيني تلقي قصيدتها بعنوان «عزيز على القلب أكتوبر»، الخاصة بنصر أكتوبر المجيد، لتتلقى استحسانا واسعا، وتشعر بأمان كبير عبرت عنه مراً وتكرارًا صاحبة الـ13 عاما، قبل أن يتغير كل شيء في غضون عامين، إذ خسرت كل ما تملكه عائلتها، تاركة منزلها الذي رأته كومة رماد أمام عينيها، حتى أصبح الـ«بدروم» مأواها الأخير. 

ماذا حدث للفلسطينية ميس عبدالهادي؟

في السابع من أكتوبر، طال القصف أسرة الشاعرة الفلسطينية، الطفلة ميس عبدالهادي، حتى باتوا من النازحين، خاسرين كل ما يملكون، لم ينجوا سوى بأرواحهم، وفقًا لما ذكره أحد أفراد أسرتها لـ«هُن».

تفاصيل مؤلمة يرويها أحد أفراد الأسرة، متذكرًا كيف بات منزلهم «كومة رماد»، وكيف ذهبوا نازحين بملابس «البيت» لا يملكون سوى الأوراق الرسمية: «إحنا من شمال غزة، يوم 7 أكتوبر بدأت الأحداث وكنا معتقدين أنه يوم زي أي يوم، لكن كان الأسوأ في حياتنا، إحنا في أبراج سكنية 13 برج، كل برج 9 أدوار، وكل دور فيه 4 شقق، واللي حصل إبادة، مفيش له وصف إلا الإبادة، وأكتر من تهجير السكان اللي حصل لأهالينا في 1948، استخدموا أسلحة عمرنا ما سمعنا عنها، الفسفور خلى مفيش جثث كله بقى آشلاء».

يوم لم تر فيه الأسرة النوم، حتى اللحظة الحالية: «مشوفناش النوم، الضرب بقى في المناطق المجاورة، العمارة بتهتز بيكي، قبل ما يكون بشكل مباشر على الأبراج، بقينا محاصرين في مواجهة للضرب والمنطقة مكشوفة، هنروح فين؟ كل الناس عندها ضرب، كل الناس مش عارفة تروح فين».

المنطقة اتضربت بشكل وحشي

عدة أيام قضتها الأسرة في الطابق السُفلي على أمل النجاة، إلا أن المواجهة كانت أصعب مما توقعوا: «يوم 12 أكتوبر كان يوم صعب جدًا المنطقة اتضربت بشكل وحشي، نمنا في الطوابق الأرضية، لكن بدأ القصف المباشر علينا في النهار والسكان موجودين كل ما نروح مكان يستهدفوه، مكانش قدامنا إلا الهرب».

بيتي كله بقى تراب وهربت بالإسدال  

عقب صلاة الفجر كانت رحلة الأسرة للنزوج لمكان بعيد: «توجهنا في البداية لمكان قريب لكن فضل القصف، قررنا نهرب فجأة مكانا بقى أرض محروقة كلها نزحنا وده كان طريق موت نار وهبت فينا، كل البيوت راحت بقت كومة تراب، طلعنا بإسدال الصلاة ولبس البيت، لا في مياه ولا أكل ولا علاج، مفيش إلا أوراقنا الرسمية»

قاعدين في البدروم والباقي على الكراتين

في لحظة انقلبت حياة الأسرة الفلسطينية: «بيتي راح، كل مالي وحاجتي وكل حاجة إحنا بنموت ونتدمر، ومتدارين بدروم تحت الأرض، وفي نايمين على كراتين أمام سور المستشفيات».

الكلمات الدالة