كتب: آية المليجى -
01:05 م | الأربعاء 11 أكتوبر 2023
من محافظة إلى أخرى قطعت سها محمد، المسافات غير عابئة بمشقة السفر، يحرّكها شغف جمع الأغانى الفلكلورية، الذى يتزايد كلما جلست بين النسوة فى القرى الريفية وهن يرددن: «على ورق الفل دلعنى»، تستمع إلى تلك الكلمات المتوارثة عبر الأجيال تسحر قلب العازفة الثلاثينية، ويزيدها الشوق إلى جولات أخرى من السفر تمتد إلى واحة سيوة وصحراء الصعيد لتتمايل فى انسجام مع السيرة الهلالية، ورغم هذا لم يكن كل ذلك كافياً لإشباع رغباتها المتجدّدة، لتكون «طبلة الست» هى الفرقة النسائية التى سعت «سها» لتأسيسها لإحياء اللون الشعبى الآخذ للقلوب.
قبل 7 أعوام كان الميلاد الحقيقى لفرقة «طبلة الست»، التى أسستها سها محمد، برفقة مجموعة من الفتيات تجاوزن الـ20 فتاة، لإحياء أغانى الفلكلور الشعبى المصرى والآلات الإيقاعية، بعدما قضت رحلة طويلة من البحث عن الأصوات الجيّدة والأداء المحترف فى العزف على آلات الإيقاع، وتحديداً الطبلة التى انطلق منها اسم الفرقة.
اعتماد «سها» على النساء تحديداً دون غيرهن من الرجال لتكوين الفرقة، أمر ليس بالمصادفة، فكثيراً ما التفتت إلى الجداريات الفرعونية التى حملت صور النساء اللاتى تشاركن مع الرجال فى العزف على الطبول والآلات الموسيقية، لكن الأمر لم يعد مألوفاً كثيراً حالياً، لذلك كان قرار عازفة الطبلة تكوين فرقة يغلبها الطابع النسائى.
وعلى خشبة مسرح إحدى المكتبات الألمانية، وقفت «سها» برفقة فرقتها النسائية تحاول بث الثقة فى أنفسهن، وتستدعى معهن روح الأغانى التراثية، وبأنفاس متهدجة بدأت أولى حفلات «طبلة الست» أمام الجمهور الذى بات يستمع إلى السيرة الهلالية بأصوات نسائية تزيد من حماسهم بالطبلة، وهن يغنين «على ورق الفل دلعنى»، ومنها إلى «بتنادينى تانى ليه»، وغيرها من الأغانى الفلكلورية الشعبية.
من المكتبة الألمانية إلى مسارح المراكز الثقافية وغيرها من الأماكن التى وقفن على خشبتها «طبلة الست» تخطف قلوب الجمهور بأصواتهن المبهجة وتأخذهم إلى زمن ليس ببعيد، لكنه يفكرهم بحلاوة ما مضى، ومن الحفلات إلى المشاركة فى المهرجانات الغنائية، هكذا واصلت الفرقة النسائية نجاحها لتشارك فى عدة مهرجانات كان آخرها مهرجان العلمين الجديدة.
نجاح «طبلة الست» تجاوز أنحاء المحروسة، إذ سافرت الفرقة الغنائية لإحياء أحد الأفراح فى السعودية، بالإضافة إلى مشاركتهم فى أحد المهرجانات الفنية فى الأردن.
