11:40 م | الإثنين 04 سبتمبر 2023
تقف في منتصف القاعة المخصصة لحفل تخرجها، تختلط دموعها بالسعادة لتكريمها بنجاحها، وبالألم لفراق والدتها، إذ توفيت قبل موعد الحفل بأقل من شهرين بسبب إصابتها بالمرض الخبيث الذي أودى بحياتها، وحرمها من رؤية ابنتها بزي التخرج.
بينما يُنادى اسمها لتكرم على مسرح الخريجين، لم تتمالك الطالبة نهلة خالد، والتي تخرجت في كلية التجارة جامعة القاهرة، دموعها التي ظهرت في مقطع فيديو وثقه زملاؤها، أثناء مشاركتهم في حفل التخرج، تحقيقا لحلم والدتها التي طالما تمنت أن تلتحق ابنتها بجامعة القاهرة، وفقا لما ذكرته لـ«هن»: «والدتي كانت معاها دبلوم زراعي، وكانت بتتمنى تدرس في جامعة القاهرة، وبسبب ظروف عندي دخلت أنا كمان دبلوم تجارة، لكن أصريت أكمل وعملت معادلة وفعلا التحقت بيها، وحضرت حفلتي عشان أحقق حلم ماما وأفرحها».
لم تكن وفاة والدة نهلة التي عانت سنوات من سرطان الرحم، هي المأساة الوحيدة التي عاشتها فقط، وإنما هناك تفاصيل صعبة أخرى، منها انفصال والديها منذ 9 سنوات، وقررت هي وأختها التي تصغرها بعام أن تعيلا أسرتهما، فبدأ كل منهما بالعمل والكفاح لتلبية احتياجات المنزل ومساعدة والدتهما المريضة وأخيهما الصغير مهند: «والدي انفصل عن أمي وسافر بقاله 9 سنين ميعرفش حاجة عننا، وكنت بشتغل سكرتيرة وأذاكر للجامعة، وأختي بتشتغل كاشير عشان منحتاجش لحد، وخالتي وأختي هما اللي حضروا حفلتي».
حاولت والدة نهلة مقاومة مرضها، حتى خارت قواها ورحلت في شهر يوليو الماضي، بعد احتفالها بعيد ميلادها بيومين: «زرت قبر أمي قبل الحفلة عشان أعرفها إني قدرت أكمل، وهحتفل بتخرجي، وكنت حاسة إنها سمعاني، وصحابي وأهلي دعموني إني أحضر الحفلة عشان أحققلها حلمها».