رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

من قعيدة فراش لمدربة يوجا معتمدة دوليا.. «إيمان» عصفورة طارت من القفص

كتب: إسراء طارق أبو سعدة -

12:19 م | الثلاثاء 29 أغسطس 2023

إيمان مدحت

في عام 2013، أثناء انتظارها بداية ماراثون الثانوية العامة، لتحصل على أعلى مجموع بين زملائها، تغيرت الحياة بالنسبة لها، بعدما أصيبت في حادث أليم، إذ سقطت من شرفة منزلها، أثناء تركيب الستائر الخاصة بالشرفة، ما أفقدها القدرة على المشي أو الجري، فتحولت حياتها المليئة بالحركة إلى المكوث 24 ساعة في غرفتها طريحة الفراش، تتناول الطعام وتؤدي الصلوات الخمس، عن طريق عينيها، وتذاكر لامتحانات أصعب مرحلة في مسيرتها التعليمية، وهي الثانوية العامة، لكنها تمسكت بالأمل، رغمًا عن كل شيء، وحولت معاناتها إلى قصة بطولة عظيمة.

«إيمان» تتحدى عجزها وتنجح في الثانوية والجامعة

ظلت إيمان مدحت، في فراشها ورفيقها الوحيد الكتب، تنهي واحدًا تلو الآخر، وبدموع الألم والأمل، تقاتل إحساسها بالعجز والفشل، إلا أن مسيرتها الشاقة تكللت بالنجاح، وقررت صاحبة الـ27 عامًا، ألا تستسلم للمرض، ورضيت بالقدر، فيقينها بالله ساعدها على تخطي أزمتها، وقررت الالتحاق بكلية التربية الرياضية، بعد نجاحها غير المتوقع في الثانوية العامة.

وفي السنوات الأولى بالجامعة، أخذها الحماس بدرجة كبيرة، وبدأت بإشعال نار الحرب مع نفسها، لتثبت جدارتها وقدرتها على التعافي والتفوق، لكن دائما ما كان صراعا ينمو بداخلها، جعلها تفقد القدرة على الشعور بالحياة، لذا قررت أن تنهي تلك المعركة بالتصالح مع ذاتها، فبدأت بالتوجه إلى دروس «اليوجا» بعد تخرجها عام 2018.

«كنت زي العصفورة اللي كانت في قفص واتفتح ليها الباب»، هكذا عبرت «إيمان» خلال حوارها لـ«هُن»، عن شعورها عندما بدأت دروسها الأولى في «الكورس» الخاص بـ«اليوجا»، وبعد فترة قصيرة، أصبحت مدربة معتمدة دوليًا ومتخصصة في كل أقسام اليوجا واللياقة البدينة: «بعد تخرجي من الكلية وذكريات الحادث، كان عندي إرهاق بسبب إحساس إن مبقاش في وقت ينفع يضيع، أو أني مش ضامنة الثانية اللي جاية، وبعد ماخدت الكورس الدولي 2019 لليوجا، وكان مختلف تماما عن اللي إحنا فاكرينه، حياتي بالكامل اتغيرت».

كيف حولت اليوجا حياة «إيمان» من اليأس إلى الأمل؟

توضح «إيمان» لـ«هن»، أن رياضة اليوجا، تختلف عن غيرها من الرياضات، فهي تجعل الجسم والعقل متقاربين، وتشفي الروح من سقمها، كما أنها من السهل على الجميع ممارستها صغيرا كان أو كبيرا، مصابًا بإعاقة جسدية أو لا، فهي للجميع: «اليوجا لا تعتمد على شيء أو سن، ولا تحتاج لأي حاجة غير أنك تكون شخص حقيقي فقط، اعتبرها رياضة هتلاقي فيها كل حاجة، وهي مش زي فيلم عائلة زيزي، بل الفيلم ده هو جزء منها، ومن هنا بدأت أوصل رسائل دعم خاصة للبنات والستات، بأنك تستحقى الأفضل دائما».

رياضة اليوجا تعتبر حرة بشكل كبير، وبها أنواع كثيرة، ومنها «يوجا للأطفال» بحسب ما حديث «إيمان»: «بتعلم الأولاد الصغيرة أخلاقيات مختلفة مثل عدم التنمر، تقبل الآخرين، ومعرفة مشاعرهم والتعبير عنها، بالإضافة إلى الثقة بالنفس، وطريقة حمايتهم لجسمهم من خلال قصص تقليد الحيوانات، وكمان في ألعاب بطرق مناسبة ليوجا الكبار في السن، أو بعض المصابين وغير القادرين على الحركة، وبتتعمل على كرسي بحركات معينة، ودي حاجة مهمة ليهم ومفيدة لصحتهم».