لا أحد يستغنى عن الماء صيفا وشتاء، فمع نهاية كل يوم شاق يظل الخيار الأفضل للراحة هو الحصول على "دش ماء"، للشعور بالاسترخاء، لكن البعض من أصحاب الأمراض النادرة محرومين من هذا الشعور لإصابتهم بمرض "حساسية الماء"، الذي يصيب أصحابه بحكة ووخز شديد يشبه وخزات الإبر، ما هو مرض "حساسية الماء"؟ وما هي أعراضه؟ وكيف يتعامل مرضاه مع المياه؟.. أسئلة تجيب عنها "الوطن" في هذا التقرير..

أسس الدكتور محمد عبدالحميد، أحد الأطباء المهتمين بتلك الحساسية النادرة، جروب خاص لدعم مصابي حساسية الماء على موقع فيس بوك، على الرغم من أن تخصصه هو طب الأسرة بعيدًا عن الجلدية، وقابل أكثر من حالة مرضية تشكو من تلك الحساسية، وقال لـ"الوطن": «كان في مرضى كتير بتيجي تشتكي من حكة في الجلد ووخز شديد بمجرد الاستحمام ولمس الماء كنت بحولهم على دكاترة جلدية ويرجعوا يشتكوا من عدم التحسن».

تجربة مرت بها سيدة أجنبية تدعى «فانيسيا» منشورة على موقع علمي، كانت السبب في لفت نظر "عبدالحميد" إلى المكمل الغذائي «بيتا ألانين»، أحد الأحماض الأمينية الذي يستخدمه الرياضيون لبناء عضلات الجسم. أكدت السيدة أنها حين تتناوله بعد التمارين الرياضية الخاصة بها في الجيم لا تعاني من الحكة الشديدة من العرق: «تجربة السيدة دي لفتت نظري للبحث في مادة المكمل الغذائي ومفعوله في منع الحكة والحساسية وبدأت أقرأ عن المادة دي».

شعر المصابون بحساسية الماء بتحسن ملحوظ بعد حصولهم على المكمل الغذائي عبر الجروب الذي أسسه الطبيب الثلاثيني، لكنه حسب تأكيده ليس علاجا شافيا وإنما محاولات للتعايش مع المرض النادر وتخفيف الأعراض، بحسب "عبدالحميد".

ما هي حساسية الماء؟

حساسية الماء أو «ارتكاريا الماء الجينية» (aquagenic urticaria) نوع نادر جدا من الحساسية، وتتمثل أعراضه في شكل حكة شديد وطفح جلدي مع وخز شديد في الجسم ينتج عند تلامس جلد الشخص للماء بغض النظر عن حرارة الماء، ويصيب هذا المرض نحو شخص واحد من كل 230 مليون شخص.

ولا يتغير الأمر باختلاف درجة حرارة الماء سواء كان باردا أم دفئا، وتبدأ الحساسية بالظهور على الأرجل والكفين والذراعين وتنتشر في باقي الجسم، بين 20 إلى 30 دقيقة من التعرض للماء، بحسب الدكتورمحمد شلبي، استشاري الأمراض الجلدية والذكورة، لـ«الوطن».

لم يقابل "شلبي" سوى ثلاث حالات فقط من المصابين بهذا المرض، وكان العلاج الذي يصرفه لهم مضادات حساسية أو مضادات الهيستامين، التي تُستخدَم بالأساس لعلاج أنواع الحساسية الجلدية، إلا أنه لم يكن علاجا مجديا معهم: «المريض كان يرجعلي يشتكي من نفس الشكاوى لأن مفيش علاج نهائي».

يقول "شلبي" إن أسباب هذا المرض غير معلومة: «في بعض الحالات بتستجيب لو خفضنا قوة اندفاع المياه من الحنفية وقت الاستحمام وفي حالات منعت عنها استخدام الليفة والصابون ولكن مفيش تحسن» مؤكدا أن الأمر نسبي من مريض لآخر.