ذكرياته ما زالت مؤلمة في قلوب شبابه، فكانت خسائره وفواجعه كابوسا يطارد أبناءه، فمع كل عام يبدأ فيه شهر أغسطس يعيد تذكير أبناء لبنان بانفجار مرفأ بيروت، الذي غيَّر حياة الوطن عام 2020، إذ كان السبب في تغيير الوجهة الأكاديمية لـ«حوراء»، الفتاة العشرينية التي عشقت الفن وأرادت الالتحاق بكلية الفنون، إلا أن مقرها كان يتواجد بالقرب من «بيروت»، بالإضافة إلى وجود بعض المشاكل الأمنية هناك، ما قادها ذلك إلى اختيار تخصص اللغات بدلًا منها، لتبقى بالقرب من عائلتها في أمان، ولكنها لم تتخل عن موهبتها في الرسم.

«حوراء» لبنانية تتحدى انفجار مرفأ وتكمل هوايتها للرسم

ظلت حوراء قانصو، البالغة من العمر 20 عاما، وتدرس الترجمة الفورية بالجامعة اللبنانية الدولية، تمارس هوايتها المفضلة بجانب رحلتها التعليمية، فهي الهواية التي لطالما عشقتها منذ نعومة أظافرها، كما أن تأثرها بالعديد من الثقافات خاصة التركية والكورية، جعل من السهل عليها اختيار دراسة اللغات، بالإضافة إلى تعلقها بالفرقة الموسيقية الكورية «bts»، والتي قدمت لها الدعم خاصة خلال تلك الفترة، من خلال كلمات الأغاني التي أدتها الفرقة، وكانت بمثابة الجزء الأكثر ترفيها بحياتها على حد تعبيرها أثناء حوارها لـ«هن»: «من 3 سنين بدأت أتعرف على طبيعة الحياة بكوريا، لأن ثقافتها غنية بالاحترام والتقدي لجميع الأعمار، وبعدها حبيت أشهر فرقة موسيقية بالعالم اسمها بي تي إس، لأن معظم أغانيها بتعالج مشاكل الشباب، ودعم الأرمي، وهما المشجعين للفرقة، كان بيساعدني أطور من نفسي».

من كلية الفنون إلى حب تعلم اللغات وإتقانها

متابعتها للفيديوهات عبر الإنترنت تارة، وشغفها المستمر للتعلم أخرى، كان السبيل الوحيد لوصولها إلى الاحتراف لرسم الشخصيات المشهورة والكرتونية، فضلا عن الإبداع في تجسيد لوحاتها المميزة والتي هي أقرب للحقيقة: «بحب أرسم القصص الكرتونية، واتعلمت بمفردي خاصة خلال فترة كورونا والانفجار، كما أن تشجيع أهلي لي ساعدني أكمل، واخترت تخصص اللغات لأن من أيام الثانوية وأنا بجانب حبي للفن، كنت بفضل تعلم لغات كتير مثل الفرنسية، الإنجليزية، والكورية، فهي الطريق الأسرع للتواصل مع الأشخاص حول العالم، ويساعدني لو قررت إني أسافر».