كتب: غادة شعبان -
09:53 ص | الخميس 01 يونيو 2023
قبل 5 أعوام تفاجأت بآلام شديدة في محيط العين، أثرت عليها بالسلب كانت تظن بأنه مجرد عرض عادي ومع الوقت ستعود لطبيعتها، لتكن المفاجأة الكبرى حينما عُرضت على طبيب متخصص وأجرت أشعة رنين التي نزلت كالصاعقة للجميع، حتى أعلنوا حالة الطوارئ استعدادا لحرب شرسة مع مرض مناعي نادر لا علاج له، حتى عاشت الثلاثينية سارة درويش، معركة مع مرض التصلب المتعدد MS، الذي يعتبر من أشد الأمراض التي تعرقل حياة الكثير وتؤثر عليهم بالسلب، إلا أنها تكافح الهجمات والنوبات التي تتعرض لها من خلال النجاح والتميز، ببرنامج إذاعي توعوي خصصته للمرضى المصابين بمرضها، حمل اسم «أنا MS».
حالة نفسية سيئة وفقدان للأب الذي كان مصدر للأمان والسند، ربما كانت السبب الرئيسي الذي توصل له الأطباء للمرض الذي تعاني منه سارة درويش، والذي بدأ بضيق في العين اليسرى، والتي ألزمتها التردد على استشاري للمخ والأعصاب لمحاولة التوصل لعلاج للأعراض التي تعاني منها، لتكن المفاجأة هي إصابتها بمرض التصلب المتعدد وروت كواليس حالتها المرضية وكيفية تغلبها عليه ومكافحته لـ«الوطن»، قائلة: «وفاة بابا أثرت فيا جدا، وحالتي النفسية كانت بتدهور ولما عملت الأشعة الأطباء اكتشفوا بإن هناك بؤرة من وقت وفاته بحوالي 4 سنوات، الدكتور قالي الأشعة مقلقة جدا وطلب مني أخد جرعات كورتيزون لمدة أسبوع والحجز في الرعاية المركزة».
«حجز في الرعاية وجلوس على كرسي متحرك»، عبارة واصلت من خلالها سارة درويش، الحديث عن كواليس المرض، مضيفة: «كنت رافضة الكرسي قولتلهم عيني اللي تعباني وأنا قادرة أمشى على رجلي، وعيني اليمين حصلها ازدواج في الرؤية، عملت أشعة على الصدر ورنين مغناطيسي للمرة الثانية، ورسم قلب ومخ، وفجأة قرروا يدخلوني العناية المركزة، والدكتور فهمني حكاية المرض وقالي هتتحولي لمستشفى ثاني بعد كورس الكورتيزون».
بداية من 12 لـ40 ألف جنيه شهريا، كانت تلك التكلفة التي تتطلب من مرضى التصلب المتعدد، توافرها للعلاج المناسب لكل حالة، وهو ما يشكل عائقا كبيرا على البعض، وفق «سارة»: «لما روحت المستشفى تفاجأت بأعداد كبيرة من الناس عندهم مرضي، الدكتور كتبلي أدوية أمشي عليها وحبوب كورتيزون، وفي كل فترة بعمل أشعة رنين مغناطيسي، لكن من غير تقدم أو تأخر، مع اندماج المخ مع المرض ومحاوطته له وانتشر بشكل كبير».
قررت الشابة الثلاثينية التي تعيش في منطقة كوبري القبة، الاستغناء عن أدوية الكورتيزون، واستبدالها بأنظمة غذائية حتى تستطع استعادة قواها البدنية من جديد، وفقا لها: «أدوية المرض على نفقة الدولة، هو لتحجيمه ولتقوية المناعة، بخلاف الفيتامينات، وإلى الآن لم يتجدد عليّ هجمة أو أي رد فعل من المرض، كنت ضعيفة جدا ومبعرفش أواجه أي حاجة غير بالبكاء ومع المرض حسيت إن صحتي غالية ومينفعش أهدر أعصابي ونفسيتي في أي شيء، اللحظة اللي بتفوت علينا مبترجعش تاني».
«مخي كله مليان بؤر»، عبارة واصلت من خلالها الشابة الثلاثينية سارة درويش، الحديث عن طبيعة مرضها، مضيفة: «الدكاترة كانوا متخوفين من نشاط أي بؤرة على المخ، ومنعوني من الزواج والانجاب لفترة 4 أعوام، لتخوفهم من تغير هرمونات الجسم ما يؤدي لقلة المناعة ويحدث هجمات جديدة، وبعد فترة تم السماح بالزواج ولكن تحت إشراف الأطباء مع الاستمرار في عدم الإنجاب».
حاولت سارة درويش، توعية المرضى من التصلب المتعدد من خلال برنامج توعوي إذاعي قبل عام ونصف، حمل اسم «أنا MS»، تشرح من خلاله الهجمات والنوبات التي تهاجم الجسم وكيفية التعامل الصحيح معه مع شرح وافي للأعراض وكيفية التغلب عليها وطرق الحصول على العلاج المناسب.