مخاوف كثيرة تؤرق الأمهات خلال تربية أبنائهن في عصر الهواتف الذكية والإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي والألعاب الإلكترونية، والتي تؤثر سلبيًا على سلوكيات الأطفال وصحتهم وتكوينهم النفسي، وهو ما دفع «آيات» إلى الإيمان أن ممارسة الرياضة هي أساس التربية، فبجانب الفوائد البدنية والصحية لممارسة الرياضة فإنها تعمل على انشغال أطفالها بصورة إيجابية بعيدًا عن مخاطر التكنولوجيا التي تحيط بهم في كل مكان.

اختارت «آيات» رياضة الجمباز الأيروبيك لابنتها لين أحمد ذات الـ9 سنوات، كونها من الألعاب التي تعطي الجسم ليونة ورشاقة، ولترسخ داخلها أن الرياضة التزام وأمر لا يمكن الاستغناء عنه حتى بفترات الدراسة والامتحانات أو حتى في تقلبات الطقس، بحسب ما روته والدة الطفلة لـ«الوطن»، موضحة أنها تمارس رياضة الجمباز على مدار 5 سنوات لم تتوقف خلالها يوم واحد.

فهمت الصغيرة مقصد والدتها سريعًا، وتعاملت بجدية مع التدريبات التي لم تتوقف على مدار السنوات والذي يستمر قرابة 3 ساعات يوميًا، لتحقق 3 ميداليات ذهبية في 3 بطولات شاركت بها منذ ممارستها الجمباز الأيروبيك وهي بعمر الـ9 سنوات، «الحمد لله دخلت أول بطولة جمهورية السنة اللي فاتت أخدت دهب، والموسم ده دخلت كأس مصر أخدت دهب، وأخيرًا الأسبوع الماضي أخدت دهب ببطولة الجمهورية».

وبجانب ممارستها للرياضة، تمارس «لين» هوايات أخرى مثل تأليف القصص والرسم ولعب كرة السلة، كما أنها من المتفوقين بالمدرسة، فالرياضة قامت بتأثير كبير على شخصية لين وأخيها الذي يمارس كرة القدم وكرة السلة، كما أوضحت والدة «لين»، «الرياضة أثرت على شخصياتهم جدًا، علمتهم الاعتماد على نفسهم وبقوا متعاونين أكتر مع أصحابهم وبيسمعوا كلام الكابتن وبيحترموا التمرين والالتزام، ولازم الأكل يكون صحي وله مواعيد قبل التدريب بـ3 ساعات».

وعن الصعوبات التي واجهت «لين»، تروي والدتها أنها واجهت صعوبات لاستمرارها في لعبة الجمباز الأيروبيك، خاصة مع ضغوطات الأقارب والأصدقاء الذين حاولوا إقناعها بعدم جدوى هذا المجهود الذي تبذله مع ابنتها، غير أنها أصرت على استكمال ابنتها للطريق الذي أحبته وتحملت معها مشاق السفر الطويل من أسيوط للقاهرة الذي يستغرق ساعات طويلة، وتكاليف الانتقال والإقامة والمواصلات، إضافة إلى تكلفة «مايوه الأيروبيك» العالية الذي ترتديه بكل بطولة، وتكلفة اشتراكات التدريب الخاص بالبطولات، لافتة إلى أنها تقوم بتقديم الدعم لابنتها قبل كل بطولة لتحقيق الميدالية الذهبية.