تخلى عنها والدها وهي جنين في رحم أمها، بعد ما قرر الانفصال عن زوجته في أول سنوات الزواج، ما اضطر الأم للانتقال إلى منزل أسرتها، لتضع طفلتها «وعد»، عازمة على أن تربيها وتنمي موهبتها وأن تكون بطلة يفتخر بيها الجميع، واختارت اسمها ليكون عبارة عن رسالة.

عملت الأم من الصغر على تنمية مهارات طفلتها «وعد محمد»، البالغة من العمر 6 سنوات، والمقيمة بقرية حوين التابعة لمركز قطور، بمحافظة الغربية، لتحصد الصغيرة 3 ميداليات ذهبية، وتفوز ببطولة الجمهورية لـ الجمباز، ثلاث مرات علي التوالي، كما حرصت على تعلم رياضة السباحة، وحفظ أجزاء من القرآن الكريم، ليكون سر نجاحها.

بداية مشوار منصة التتويج الطفلة «وعد»

«حبيت أربي بنتي تربية سليمة بعيدا عن ألم الانفصال، وخدتها معايا وقلت لازم تكون بطلة»، بهذه الكلمات روت هناء فرحات، والدة الطفلة قصتها لـ«هن»، مؤكدة أنها نشأت وترعرعت في حضنها وجدها، ومارست رياضة الجمباز، منذ أن كان عمرها 3 سنوات، وحصلت على 3 ميداليات ذهبيه، فازت بكأس مصر للموسم الرياضي 2022/2021 للجمباز الفني تحت سن الـ6 سنوات، وحصلت أيضاً على ميدالية ذهبيه لبطولة الجمهورية المستوى الأول فردي عام 2022/2021، كما حصلت على ميدالية ذهبية في بطولة براعم الجمباز الفني، بجانب شهادات تكريم.

حالة نفسية سيئة أصيبت بها الطفلة نتيجة غياب الأب، لكن الأم حاولت تعويضها بممارسة الرياضة وفقا لها: «بنتي أصيبت بحالة نفسية سيئه، بسبب غياب الأب، فقررت اخليها تمارس الرياضة، و تخرج الطاقة السلبية عندها، واختارت ممارسة لعبة الجمباز بعد ما جربت حركاتها وقالت أنا هختار اللعبة دي».

تعلقت الطفلة الصغيرة بلعبتها الجديدة التي اختارتها، وبدأت في تعليم وتطوير نفسها عن طريق اليوتيوب، بالإضافة إلى التمارين مع مدربها وفقا للأم: «بنتي اتعلقت برياضة الجمباز، كانت بتشغل الفيديوهات الخاصة بالتدريب، بعد عودتها إلى المنزل، وتعيد التمرين مرة أخرى، وكنت سعيدة للغاية، أنها بتخرج طاقتها، في أشياء إيجابية، وكنت بنظم أيام الأسبوع ليها، 3 أيام لحفظ القرآن الكريم، و 3 للذهاب إلى التمرين، بجانب تمرين السباحة».

دعم الجد للطفلة «وعد»

وقف الجد بجانب الأم في تربية طفلتها، ليجني ثمار تعبه بفرحة حصولها على البطولات: أثبتت ليا إن مفيش فرق بين البنت والولد، كنت بدعمها رغم الانتقادات بسبب الملابس الخاصة بالجمباز»، كلمات يعبر بها فرحات مرشدي، جد الطفلة «وعد»، عن سعادته البالغة، بحصول حفيدته على تلك الميدليات.

لم يتوقف دعم الطفلة «وعد»، عند الأم والجد، بل شجعتها مدربتها ياسمين عثمان، «لقيت وعد تمتلك موهبة حقيقة، ومقومات، ومهارات عالية، برغم صغر سنها، وتوقعت حصولها على ميداليات عالمية، لأنها تقوم بإخراج كل طاقتها، وتحرص علي مواعيد التمرين، وتقوم بالمشاركة في البطولات ودايما بقولها عاش يابطلة».