رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

بعد تطابق جينات مصرية مع مومياء فرعونية.. هل يستطيع أي شخص معرفة أصوله القديمة؟

كتب:  نرمين عزت -

04:36 ص | الأربعاء 17 مايو 2023

تريڤينا عادل عبد المسيح

في كل منزل هناك فرد أو اثنان تتشابه ملامحهم مع ملامح تمثال قديم، منهم سوسن بدر التي لُقبت بـ«نفرتيتي»، وكذلك «الهاربة من المتحف» نساء أخريات تطابقت ملامحهم مع ملامح ملكات مصر مثل مريت آتون وغيرهن، لكن مجددًا ظهرت نتيجة تريڤينا عادل عبد المسيح التي استخدمت طريقة حديثة في معرفة أصولها القديمة تختلف تمًامًا عن تشابه التماثيل أو العادات والتقاليد وهي طريقة شائعة أكثر في البلاد الأجنبية ولم تدخل مصر حتى الآن وهي التحليل الجيني ومطابقته بجينات مومياء وتكون نتيجتها أنها تحمل نفس جينات المومياء تقريبًا.

تريڤينا عادل عبد المسيح، فتاة مصرية من مدينة طنطا، تعيش في أستراليا منذ 5 أعوام، أجرت فحصا جينيا، والتي اكتشفت أن جيناتها تتطابق مع مومياء من الأسرة الـ26، من مومياوات جبانة أبوصير الملق في بني سويف شمال الصعيد بين 700 - 600 ق.م، والذي اكتشف ذلك التطابق المهندس محمد عبد الهادي، الباحث في علم الوراثة والتاريخ، والذي تحدث لـ«هن» عن قصة التطابق الجيني وإمكانية معرفة الأصول المصرية القديمة، كالتالي:

هل يستطيع أي شخص معرفة أصوله القديمة؟

نعم هناك إمكانية لمعرفة أصولك مصرية، سورية أو تركية وغيرها والفكرة غير مكلفة لكنها غير متاحة حاليًا في مصر، إذ يتم عمل التحليل الجيني في معامل خاصة بشركات أجنبية «التحليل متاح خارج مصر وبيعتمد على خوارزمية علمية يمكن مقارنة بياناته لاحقاً ببيانات المومياوات المتاحة بالدراسات»، والذي حدث مع المصرية تريڤينا عادل عبد المسيح، حتى تم اكتشاف تطابقها الجيني مع مومياء من الأسرة الـ26.

فكرة العودة للجينات في معرفة الأصول المصرية القديمة أكد على صحتها الدكتور مجدي شاكر كبير الأثريين بوزارة السياحة والآثار كذلك في تصريح خالص لـ«هن»: «في دراسات تعرف الشخص أصوله القديمة سواء فرعونية أو غيرها، وبالفعل فيه مشروع الجنيوم المصرى».

من هي المومياء التي تم تحديد الجينات مقارنةً بها؟

هي واحدة من مومياوات جبانة أبوصير الملق في بني سويف شمال الصعيد بين 700 - 600 ق.م، الجبانة دُفن بها نخبة من المجتمع المصري الذين ساهموا في إعادة استقرار مصر ورجوع عزها بعد عصر من الاضمحلال آنذاك وهناك احتمال أن تكون المومياء لكاهن حسب السياق الاركيولوجي لها، أو انها لشخص معروف حتى الآن بعد الرجوع للمصدر، وهذه المومياء تم نشر جيناتها بشكل رسمي عام 2017 في دراسة شهيرة.

دراسة التحليل الجيني لمومياء الأسرة 26

كانت دراسة التاريخ السكاني لمصر تعتمد إلى حد كبير على المصادر الأدبية والأثرية أو من خلال الاستنتاجات المستمدة من التنوع الجيني في المصريين الحاليين، وكلا النهجين قد قدم مساهمات حاسمة في المناقشة ولكن لا يخلو من القيود، من ناحية أخرى غالبًا ما يكون تفسير المصادر الأدبية والأثرية معقدًا من خلال التمثيل والحفظ الانتقائي وحقيقة أن علامات الهوية الأجنبية ، مثل  الأسماء اليونانية واللاتينية والعرقية، سرعان ما أصبحت رموز مكانة تم تبنيها من قبل السكان الأصليين والأجانب على حد سواء، وفقًا للموقع الرسمي للدراسة«nature».

ومن ناحية أخرى، تستند النتائج التي تم الحصول عليها من خلال الدراسات الجينية الحديثة على استقراء من مجموعات البيانات الحديثة الخاصة بالمصريين ووضع افتراضات حاسمة بشأن بنية السكان والوقت، يوفر تحليل الحمض النووي القديم قطعة مهمة في لغز تاريخ السكان في مصر ويمكن أن يكون بمثابة تصحيح أو مكمل مهم للاستنتاجات المستمدة من بيانات الحمض النووي الأدبية والأثرية والحديثة.

وعلى الرغم من قدرتها في معالجة الأسئلة البحثية المتعلقة بالهجرات السكانية، إلا أن الدراسات الجينية للمومياوات المصرية القديمة والمواد الهيكلية لا تزال نادرة، والأبحاث على المومياوات المصرية تتم بمصادقة الحمض النووي المسترجع و الجينات المحتملة الملازمة لطريقة تفاعل البوليميرات المتسلسلة مباشرةً.

ويعد التحليل الجيني الأخير لعائلة الملك توت عنخ آمون أحد أحدث الدراسات المثيرة للجدل، ذلك لأن البيانات الجديدة التي تم الحصول عليها باستخدام طرق التسلسل عالية الإنتاجية لديها القدرة على التغلب على القضايا المنهجية والتلوثية او« الجينات المختلطة» المحيطة بطريقة تفاعل البوليميراز المتسلسل ويمكن أن تساعد في تسوية الجدل الدائر حول الحفاظ على الحمض النووي المصري القديم، كما أن التسلسلات الأولى عالية الإنتاجية التي تم الحصول عليها من مومياوات مصرية قديمة لم تكن مدعومة باختبارات دقيقة.