مشاهد خطفت الأنظار ولمست القلوب، داخل الحرم المكي، لعروسين إندونيسيين، يعقدان قرانهما أثناء أداء مناسك العمرة داخل الحرم المكي، وثقها مقطع فيديو مدته 44 ثانية، وتداول عبر مواقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، أشاد كثيرون بجمال المشهد، خاصة بعد دموع العروس التي انهالت بشدة تأثرًا بالموقف، أثناء عقد القران، ليكن الجانب الآخر هو تساؤل البعض: هل يعتبر هذا الزواج جائزا أثناء أداء فريضة العمرة وبملابس الإحرام وداخل الحرم المكي؟

عقد قران عروسين أمام الكعبة 

كانت العروس ترتدي فستان ناصع البياض، وحجاب تقليدي على رأسها، فيما ظهر العريس بملابس الإحرام، وجرى عقد القران داخل الحرم المكي بحضور الأهل والمعتمرين، وسط المباركات الشديدة والتهانئ، بالزواج السعيد لآخر العمر، كما قاموا بتبادل ارتداء خواتم الخطبة عقب عقد القران، ثم توثيق تلك اللحظات بصور فوتوغرافية أمام الكعبة.

وبعد الجدل والتساؤلات بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، حول: هل يعتبر الزواج أثناء الإحرام جائزا أم حراما؟ جاء الرد من خلال سؤال طرحه مذيع برنامج «فتاوى الناس»، على قناة الناس، قال خلاله: «أكيد في تساؤل مطروح بقوة، ما حكم زواج المُحرم؟».

حكم الزواج وعقد القران أثناء الإحرام 

أجاب الشيخ محمد وسام، مدير إدارة الفتوى المكتوبة بدار الإفتاء، خلال اللقاء، قائلا: «إنه لا يجوز للمحرم أن يتزوج أو أن يخطب قبل التحلل من إحرامه في العمرة أو الحج»، مُستشهدًا بحديث سيدنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «لَا يَنْكِحُ المُحْرِمُ، وَلَا يُنْكِحُ، وَلَا يَخْطُبُ»، لا ينكح أي لا يتزوج، ولا يُنكح أي لا يكون سببًا في تزويج غيره.

وأضاف مدير إدارة الفتوى المكتوبة بدار الإفتاء، خلال الحديث عن حكم زواج المُحرم، كالتالي: «جمهور العلماء أجمعوا على أنه لا يجوز للحاج أن يتزوج حال إحرامه، وإذا فعل ذلك كان العقد باطلًا، منوها بأن الحنفية ذهبوا إلى صحة عقد الزواج مع إثم من يفعل ذلك وهو محرم، لأنه ارتكب شيئا منهيا عنه أثناء الإحرام، هناك فرق بين أن يكون هناك شيء منهي عنه فإذا فعله الانسان كان مرتكبًا للإثم وفي نفس الوقت صحيح».

وأضاف: «توجد قاعدة فقهية عن الحنفية تقول إن التحريم والنهى لا يستلزم البطلان، أي أن هناك فرقا بين أن يكون الفعل منهيًا عنه وبين أن يكون هذا الفعل باطلًا، فالإنسان يأثم لفعل المنهى عنه مع صحة فعله، إذا أدى الفعل بأركانه وشروط صحته، إذا المحرم لا يتزوج وإن حصل ولو عُرضت علينا مسألة أن زوجين قد تزوجا، وكان لا يدريان وأخطأ، بعد سنين مش هنقولهم زواجكم باطل، لأننا ننظر في أفعال المكلفين».