طفولة غير نمطية وحياة استثنائية مليئة بالآلام والأحزان والصبر على الجلد الممتزج بالفخر، عاشت بهم الفنانة صفاء الطوخي، في كنف والديها الكاتبة الكبيرة فتحية العسال، عضو مجلس إدارة اتحاد الكتاب ورئيس جمعية الكاتبات المصريات وأمين عام اتحاد النساء التقدمي، ووالدها الكاتب عبدالله الطوخي، والاديب الحاصل على جائزة الدولة التقديرية في القصة، كما حصل على جائزة أفضل كتاب في معرض القاهرة الدولي للكتاب.

عاشت الفنانة والابنة صفاء الطوخي، حياة مختلفة لم تكن كسائر أقرانها آنذاك، إذ كان يتردد أبويها على المعتقلات والسجون بسبب أقلامهما وكتاباتهما الحرة آنذاك، لتكن تجربتها مليئة بالأحداث والفخر، والتي روت كواليسها خلال استضافتها في برنامج «معكم»، مع الإعلامية منى الشاذلي، والحديث عن منزلها وتكوينها الأسري، قائلة: «على قد ما كان البيت مختلف واستثنائي جدا، ولكن كان بيت مصري تقليدي زي كل بيوت جيرانا وقرايبنا وأصحابنا، كان فيه طعم الثقافة والفنون والتمرد لاتنين من كبار الكتاب والثورة».

تردد الأم على المعتقل

الكاتبة فتحية العسال، كانت تتردد قديما على المعتقلات السياسية بسبب كتاباتها، وروت الابنة كواليس المرة التي شاهدت بها والدتها وهي تُقاد للذهاب للمعتقل، قائلةً: «ماما كان ليها سوابق كتير ودخلت السجن في مرات مكنتش لسه اتولدت، لكن آخر مرة كنت في المرحلة الثانوية، كان وقتها المناخ في مصر كان في حركة اعتقالات واسعة، مكانتش مفاجأة وكانت متوقع يحصل مجموعة من الاعتقالات لكل الناشطين السياسيين وكل من له علاقة بالورقة والقلم».

صفاء الطوخي: ماما كانت قوية وصاحبة موقف

وعن كواليس تعامل والدتها الكاتبة فتحية العسال، مع اعتقالها، قالت الابنة الفنانة صفاء الطوخي، خلال استضافتها في برنامج «معكم» مع الإعلامية منى الشاذلي: «كنا بالليل وماما قالتلهم أهلا اتفضلوا.. اعملولهم حاجة يشربوها عقبال ما أحضر نفسي، وراحت ونزلت معاهم بشجاعة شديدة والحقيقية هما كمان مكنش فيه المشهد التقليدي للأفلام، اعتقال بشياكة وكان والدي موجود ساعتها وقالها اجمدي وشدي حيلك، أنا مكنتش متفاجئة وسألتها رايحة فين يا ماما، قالتلي رايحة السجن، مكنش حد عارف لحد أمتى، هي كانت مشعة بالقوة الإنسانية والبساطة وعارفة إنها صاحبة موقف وده ثمن طبيعي ممكن تدفعه، وإحنا كأسرة مساندة ومحبة جدا».

مشهد مؤثر لوالدة صفاء الطوخي داخل السجن

حياة الأم والكاتبة فتحية العسال، كانت فريدة من نوعها داخل المعتقل، إذ حاولت التحلي بالشجاعة والأمل، وبث الروح المعنوية لذويها خارجه، إذ تضيف الابنة صفاء الطوخي: «كانت بتبعت جوابات مهربة وكانت في الزيارات بتحكي لما دخلت المعتقل والباب اتقفل عليها قالت هدخل تجربة وأعيشها وخرجت منها بمسرحية سجن النساء، اللي كانت مليئة بشخصيات حقيقية عايشتها، كان عيد ميلادي وكانت في المعتقل وعلى الضهر لقيت الباب بيخبط وست بسيطة شعبية طيبة وقالتلي ماما بعتالك الجواب والوردة دي».