كتب: آية أشرف -
06:04 م | الجمعة 17 فبراير 2023
5 أيام من القلق والخوف، والبحث والتحري، عاشتها أسرتا الطالبين «أيهم وراشد» اللذين غادرا منزلهما في محافظة إربد شمالي الأردن، وتركا مدرستهما للعمل بعد قراءتهما لكتاب «الأب الغني والأب الفقير» قبل أن يُعثر عليهما خلال الساعات الماضية، بحسب ما أعلنته مديرية الأمن العام الأردنية.
واليوم، أكد العقيد عامر السرطاوي، المتحدث الإعلامي باسم مديرية الأمن العام الأردنية، أن فرق البحث التي كانت مُكلفة بمتابعة البحث عنهما تمكنت من تحديد مكانهما والوصول إليهما في منطقة البيادر في العاصمة وهما بصحة جيدة، وفقًا لحديثه لـ «العربية»، موضحًا أنه سيتم الاستماع لأقوالهما ومن ثم تسليمهما لذويهما.
وأوضح إمام مسجد الأبرار في منطقة بيادر وادي السير في العاصمة عمان محمود مبارك أنه هو من بلغ عن المفقودين الحدثين أيهم وراشد.
وتعود القصة، بعدما قرر الطالبان في الصف العاشر، بإحدى مدارس محافظة «إربد» في شمال الأردن، ترك منزلهما بعد قرأة كتاب «الأب الغني والأب الفقير» ليتركوا لذويهم رسالة طويلة مكتوبة بخط اليد، عثر عليها والد أحد الطالبين، وأخذ بالفعل يستعيد تصرفاته قبل شهرين، التي بدأت بالنفور من المدرسة وعدم متابعة دروسه، مثلما كان من قبل.
وكان العمري، والد أحد الأطفال المختفين أكد في تصريحاته لـ «العربية» أن الرسالة تحتوي على كلام يدل على الوعي، مكونة من 4 صفحات، إذ«أيهم وراشد» في الرسالة أنهما قاما بقراءة كتاب «الأب الغني والأب الفقير»، وقالا بعدها : «نريد ان تخدمنا النقود، لا أن نقوم نحن بخدمة النقود».
وأوضح الأب أن أيهم لم يعد إلى منزله يوم الاثنين في الوقت المحدد لمغادرته من المدرسة، وعند مهاتفته والد صديقه راشد، أبلغه بأنه أيضاً يعتقد بأنه متواجد عند أيهم في المنزل، وهنا بدأت المخاوف والشكوك، وبعد تواصل الوالدين مع المدرسة تبين إنهما لم يذهبا إلى المدرسة صباح الثلاثاء، ليتوجها على الفور إلى المركز الأمني وتقديم بلاغ رسمي لدى الأجهزة الأمنية بفقدانهما.
ونصحت الدكتورة هالة حماد، استشاري الطب النفسي، الأهالي خلال حديثها لـ«هُن»، بوضع طرق حماية الأولاد من الأفكار التي تدعو للتحرر والاستقلال، قائلة: «بعض الأبناء خاصة خلال فترة المراهقة، يميلون للأفكار التي تدعو للتحرر والاستقلالية، سواء في المعيشة والعزلة بعيدا عن أسرهم أو محاول الاستقلال المادي».
وأكدت إنهم في هذه المرحلة، يظنون بأنهم يحققون ذاتهم ويرضون كبرهم، فيحاول البعض التخلي عن فكرة الدراسة، للوصول إلى المال.
