رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

حكاية سيدة فقدت أولادها بنفس المرض وقررت التبني: أملي الأخير

كتب: نرمين عزت -

09:17 ص | الإثنين 30 يناير 2023

عائلة جاكي

منذ سنوات طويلة عانت البريطانية جاكي دويل من فقدان أولادها جميعا بالمرض ذاته، وعلى الرغم من اختلاف أعمارهم وطول المدة التي قضتها في رعاية أولادها الذين يهاجمهم المرض فجأة، ثم تتغير حياتهم للأبد ويسرقها، قررت الأم الثلاثينية أن تلجأ للطفل بالتبني، فهو أملها الاخير في الحصول على الونس وابتسامة صغير يكبر بين أحضانها حتى تشيب، ثم يعوضها عن فقدان أبنائها.

مرض مناعي يقضي على أي طفل تنجبه 

بينما كانت البريطانية جاكي دويل سعيدة مع أسرتها المكونه منها هي وزوجها و3 من الأشقاء، هم لويس، ليبي وجاك، أصيب طفلها الأول، 15 شهرا، بمرض مناعي، وجرى تشخيصه في البداية بشكل خاطئ، لذلك لم تتعامل الأسرة بشكل أسرع مع خطورة حالة الصغير.

تقول «دويل»: «عندما أصيب ابني لوي البالغ من العمر 15 شهرًا وكان في حالة سيئة، اعتقدت أنه مجرد خلل مرضي، لم أكن أعلم أن ذلك سيكلفه حياته أو أنه سيصيب ابنتي قريبًا أيضًا»، وفقا لصحيفة «مترو» البريطانية.

كل ما كانت «جاكي» تعتقده بخوص مرض طلفها هو احتمال إصابتها بفيروس يمكن علاجه، لكن الصغير لم يستجب للعلاج، وانسحبت طاقته تدريجيا، بسبب عدم قدرته على الطعام أو الشراب: «لبضعة أيام اعتقدنا أنه مصاب بفيروس من نوع ما، لم تظهر عليه أي علامات على التعافي، ولم يكن يشرب ما يكفي أو لديه طاقة، أخيرًا أخبرنا طبيب أنه مريض جدًا ووُضع للويس محلول»، ثم بعدها بفترة قصيرة توفي الصغير وكان التشخيص أنه أصيب بعدوى دخلت مجرى دمه. 

انتقال الأسرة إلى بلد أخرى 

للتخلص من الذكريات السيئة تركت «جاكي» بريطانيا وتوجهت إلى إسبانيا، وهناك علمت بأن مرض طفلها لويس انتقل إلى ابنتها «ليبي» ذات العامين ونصف.

توضح «جاكي»: «قبل أن نفقد لويس، تحدثنا كثيرًا عن الانتقال إلى الخارج، بعد وقت قصير من وفاته قررنا بيع منزلنا والانتقال إلى إسبانيا، في محاولة لتغيير الحالة النفسية لطفلينا الآخرين بعد هذا الوقت الصعب، كنا نهرب من حالة صدمة لفترة طويلة بعد أن فقدنا ابننا».

اعتبرت «جاكي» وجود طفليها الآخرين هبة من الله عليها، لكنها فقدت طفلتها بعد عام تقريبا من وفاة ابنها الرضيع لويس.

لم تمنع البلد الجديد وقوع نفس الحدث المؤلم الذي أودى بحياة طفلتها، بعدما ازداد قلق الأم على ابنها الأخير قررت أن تجري له التحاليل المتعددة لكنها اكتشفت أنه نجي من ذلك المرض الذي أصاب طفليها في سن مبكر جدا: «بعد سنوات فقط عندما رأينا طبيبًا متخصصًا في المناعة، اكتشفنا سبب وفاة لويس وليبي، بعدها عدنا إلى المملكة المتحدة في مانشستر، وأردت إجراء فحص صحي كامل لجيك لمعرفة ما إذا كان يمكن أن يكون في خطر أيضًا، وعلى الرغم من أنهم لم يعرفوا بالضبط الحالة الجينية التي تسببت في وفاة لوي وليبي، فقد أخبرونا أنه إذا كان لدينا المزيد من الأطفال، فهناك احتمال أن يحدث ذلك مرة أخرى».

جاكي: مرت سنوات طويلة واشتاقت للأطفال

حذر الأطباء «جاكي» من الحمل والولادة مرة أخري، وعلى الرغم من اشتياقها لأطفال صغار في حياتها، قررت أن تتبني طفلا، تقول: «لحسن الحظ، اعتقد المتخصصون أنه نظرًا لأن جيك أصبح الآن مراهقًا تقريبًا، فقد كان خارج منطقة الخطر، لأن الأطفال الأصغر سنًا هم أكثر عرضة للخطر، لقد دفنت الكثير من الحزن لأنه كان من المؤلم للغاية التفكير في خسائرنا، ركزت كل طاقتي علينا كعائلة، بدأت العمل في شركة زوجي لأنني أردت وظيفة تتمتع بالمرونة للسماح لي أن أكون مع جيك إذا مرض، لقد قضيت الكثير من طفولة جيك في حالة قلق دائمة، وكنت قلقًا دائمًا بشأن فقدانه، ظللت مشغولة بقدر ما أستطيع لإلهاء نفسي، كنت أتعامل أيضًا مع الحزن لقرارنا بعدم إنجاب المزيد من الأطفال، في حالة تأثرهم أيضًا بالجين، لذلك قررت التبني وهو الأمر الذي رحب به ابني جاك».