«يا فتحي عمتك بتدور عليك.. أبوك مات ولازم تعرفنا»، كلمات باتت تدور في أذهان السيدة «مليحة» الفلسطينية التي قطعت أميالا للبحث عن ابن شقيقها فتحي زيدان، بعدما تركه والده منذ أعوام طويله على سبيل العودة له مجددا قبل أن يلفظ الأب أنفاسه الأخيرة في بلده، ويترك طفله بالإسكندرية مع والدته، لتنقطع الأخبار هنا، ولا يعرف الابن لما ذهب والده ولم يعد، ولا يعرف أهل الأب كيف يصلون له.

العمة تبحث عن نجل شقيقها المصري

محاولة ناجحة خاضتها العمة، بعدما قررت إرسال بيانات شقيقها وابن شقيقها، التي تبحث عنه لصفحة «أطفال مفقودة» على أمل إيجاده بعدما أصبح عمره ٤٣ عامًا، رغبة منها في التعرف عليه، وإخباره بأن القدر هو من منع والده عن العودة، أو ربما لاعطائه حق له، لم تمر 24 ساعة إلا ونجحت محاولاتها في الوصول إلى ابن شقيقها.

زيجة سريعة تعود لعام 1979، بعدما جاء «زيدان» شاب فلسطيني إلى مصر، وتحديدا بسيدي بشر في الإسكندرية للعلم والعمل، ليقابل حينها «ليلى» الفتاة الاسكندرانية التي قرر الزواج منها، ليرزقهما الله ويكلل زواجهما بـ«فتحي» قبل انتهاء الزيجة سريعا، ويقرر الأب الفلسطيني العودة مجددا لبلاده لرؤية أهله، بل والزواج مجددا، واعدا نفسه بالعودة لمصر من جيد لرؤية ابنه «فتحي».

تمر الشهور بل السنوات، ويلفظ الأب أنفاسه الأخيرة، ليرحل عن عالمنا، وعالم نجله الذي ظل يعيش على أمل اللقاء مجددا، دون العلم بوفاة والده.

«أطفال مفقودة» تحقق حلم العمة 

تجربة غير مضمونة النتائج خاضتها العمة، بعدما راسلت الصفحة الرسمية «اطفال مفقودة»، على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، للسؤال عن نجل شقيقها، قائلة «إخواتك وأهلك في فلسطين نفسهم يشوفوك»، وفقا لما ذكره رامي الجبالي، المسؤول عن الصفحة لـ«هن».

وأوضحت العمة التي ارفقت صورة الأب، أن شقيقها والد فتحي توفاه الله يدعى زيدان عبد القادر العناتي، ووالدته اسمها ليلي عبد الفتاح، مطالبة بمحاولة مساعدة أهالي اسكندرية لها، لعلها تجد «فتحي» بالنهاية.

 زوجة فتحي تري المنشور وتتفاعل معه

المنشور على صفحة «أطفال مفقودة»، صادفته الزوجة الإسكندرانية، التي قررت الرد على الفور مؤكدة أن المعلومات تعود لزوجها، وأن نجلها أصبح في عمره الـ43، قائلا «أنا فتحي زيدان عبد القادر العناتي موجود في الإسكندريه كان نفسي اتعرف عليكم بس معرفتش ياريت تتصلوا بيا»

فرحة كبيرة يعيشها الابن المصري وذويه من فلسطين، كشف عنها «الجبالي» «خلال أقل من 24 ساعه من النشر على صفحتنا توصلنا لفتحي زيدان العناتي، ووصلناه بأهل والده لأول مره من أكتر من 40 سنه»

متابعا:«فتحي ملامحه صورة طبق الأصل من ملامح والده اللي موجودة في الباسبور، كلم أهله ووصلهم، لكن المفاجأة أن عنده أخت، وكانت والدتها حامل فيها وقت ما سافر الأب ومعندوش علم بيها».