رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

ست بـ100 راجل.. «نهلة» أسست ورشة لـ فن الأركت: بدأت بالصدفة

كتب: منة الصياد -

12:46 م | الإثنين 31 أكتوبر 2022

أحد نماذج فن الأركت الخاصة بورشة نهلة

منذ نعومة أظافرها توجهت أنظارها الصغيرة نحو موهبة والدتها في صناعة الكروشيه، فتلك الخيوط الملونة التي كانت تشغلها الأم أمام ابنتها، شغلت بال صغيرتها بصورة كبيرة حتى قررت نهلة عبد المنعم، تعلم كل ما يخص هذه المهنة البسيطة والمميزة في الوقت ذاته، وتعلمت على يد والدتها أسُس حياكة تلك الخيوط، وكيفية تقديم التصميمات المميزة والمبتكرة منها، وبعد مرور سنوات، أطلقت العنان لخيالها حتى أصبحت أول سيدة تعمل بورشة خاصة بفن الأركت.

البداية من أتيليه الأب

لم تتأثر «نهلة» بوالدتها فقط، بل تأثرت أيضًا بمهنة والدها، الذي كان يملك أتيليه صغير لتصميم الأزياء المختلفة لعمله كـ«ترزي»، فبعد وفاته قررت الأبنة التوجه لمحل والدها، واستخدام الخامات المختلفة التي تركها خلفه في محاولة تقديم بعض المصنوعات البسيطة، قائلة لـ«هن»: «والدي اتوفى وأنا 16 سنة، وكان عنده أتيليه ترزي، وكان فيه جلود أخدتها مع الخيوط بتاعة ماما، وابتديت أعمل بيهم شنط وحاجات بسيطة، ولما دخلت الجامعة كانت الهواية معايا وبتكبر».

الاهتمام بصناعة الكروشيه لبضعة سنوات كانت الدافع المشجع لـ«نهلة»، لأخذ خطوة جديدة في تأسيس مشروع خاص بها، بمساعدة والدتها في العمل بهذه الحرفة اليدوية، «كان الكروشيه جه فترة طلع تريند فابتديت أعمل حاجات بسيطة وأعرضها على محلات، وابتديت أعمل شغل زي مشروع ليا أنا وماما».

الزواج وخطوة تعلم فن الأركت 

سارت نهلة عبد المنعم بخطوات ثابتة بمهنة الكروشيه، إلى أن دخلت عش الزوجية، ومن هنا جاءت نقطة التحول الفاصلة في مشوارها المهني، فنظرًا لصعوبة الموازنة بين تربية طفلتها واستكمال ما بدأت به، قررت البحث عن خطوة جديدة لتشجعها على الاستمرار والسعي إلى ما هو أفضل، حتى اتجهت لتعلم فن الأركت عن طريق الصدفة، وهو الخاص بالحفر على الخشب بالنقوش المزخرفة المختلفة، «في يوم بنت طلبت مني حاجة بخشب الأركت، فقعدت أعمل سيرش كتير ودخلت على اليوتيوب لحد ما اتعلمته».

خطوة جديدة جاءت مشجعة للأم الصغيرة في بدء مشوارها بفن الأركت، وذلك بعد أن اكتشفت عدم شيوع العمل به داخل مصر، وهو ما دفعها إلى التعلم من خلال متابعة الفيديوهات الخاصة بهذه الصناعة على منصة «يوتيوب»، ومن ثم قررت شراء ماكينة الحفر بالليزر الخاصة بهذه الصناعة.

نجاح باهر حققته نهلة عبد المنعم في الحفر على الأخشاب بفن الأركت، واتجهت لأهم خطواتها وهي تأسيس ورشة خاصة بها وبحرفتها الجديدة، وباتت من أوائل السيدات العاملات في هذه المهنة داخل ورشة على أرض الواقع، «ابتديت شغل الليزر وابتديت اعمل شغل الجلد والخشب بصناعة حقائب اليد والمنتجات المختلفة وأعرضه في السوق، وانتشر جدًا، وكنت أول واحدة اشتغلت في المجال ده من 2016».

دعم ومساندة من الزوج

وعلى الرغم من صعوبة العمل داخل الورشة لساعات طويلة، إلا أن «نهلة» نجحت في الأمر، إذ تبدأ يومها العملي بعد توصيلها طفلتها إلى المدرسة، وتعود لورشتها وتباشر عملها، بداية من شراء الخامات، وحتى خطوات التصنيع المختلفة وتسليم النماذج «الأوردرات» لأصحابها، لكن زوجها يعد هو كلمة السر خلف تشجيعها، فنظرًا لمجاورة محل عمله لورشتها، فإنه يسهم في مساعدتها على مدار اليوم ولو بقدر بسيط، «زوجي صيدلي وشغله جمب شغلي، ودايما بيدعمني ويساعدني، يعني مثلًا ممكن أشتري الخامات وهو يسلم الأوردرات لأصحابها لحين رجوعي، وهكذا».