كتب: نرمين عزت -
07:14 ص | الإثنين 24 أكتوبر 2022
لم يكن الواقع الافتراضي سوى حلم في عقول المبتكرين، ومنذ بداية التحول التدريجي لهذا الواقع الخيالي لواقع ملموس بدأت استخداماته تظهر إلى العلن بعد أن استخدمته إحدى المدارس الأمريكية في لوس أنجلوس وأستعان أحد المعلمين بالأفتار ليشرح لطلابه في عالم الميتافيرس دروسهم، وعلى الرغم من غرابة الفكرة في المدينة إلا أن الطلاب تفاعلوا معها بشكل إيجابي وساعدتهم في التعبير عن أنفسهم بثقة أكبر.
قرر كارلوس أورياربايد معلم مادة تطور اللغة الإنجليزية أن يقترح على المدرسة التي يعمل بها أن يستعين بتقنية الواقع الافتراضي«ميتافيرس» وذلك بعد معرفته لحب طلابه لتلك التقنية وقضائهم وقتًا طويلًا في استخدامها، بالإضافة إلى ذلك هو يعلم مدى خطورة المدينة التي يعمل بها فقد اشتهرت لوس أنجلوس أنها المدينة الأمريكية الأكثر رعبًا بسبب كثرة الجرائم.
قال «كارلوس»: «الجميع يعرف الصورة النمطية العنيفة للمنطقة، لكنني اخترت التدريس هناك لأنها تعد بؤرة المهاجرين الذين لديهم إحساس عال بالارتباط بمجتمع يتمتع بروح المبادرة»، وقبل الاقتراح كانت المدرسة موقعاً تجريبياً لمشروع استخدام الميتافيرس، للمساعدة في تدريس اللغة الإنجليزية للطلاب الذين لا يجيدونها.
تكمن فكرة المشروع في تسخير قوة تقنية الواقع الافتراضي «الميتافيرس» لتجاوز طرق التدريس التقليدية وإغراق الطلاب في عالم من الاحتمالات في عالم افتراضي، وهدفها تعزيز التعلم ونتجت عن الدراسة التي أجريت عام 2020 أجرتها أكاديمية الأعمال PwC، قالت: «من خلال استخدام الواقع الافتراضي، يمكن للطلاب التعلم أسرع بأربع اضعاف مقارنة بالفصول الدراسية التقليدية، كما أن انخفاض سعر سماعات الواقع الافتراضي جعلها الآن وسيلة تعليمية غير مكلفة كثيراً».
بالنسبة لأوياربايد كان يعاني من مشكلة تشتت تركيز طلابه أثناء الشرح بالطريقة التقليدية، قال: «أنا مدرّس منذ 12 عاماً، إذا كان بإمكان الأطفال فعل أي شيء، فهو يعود لكيفية تركيز الانتباه، أردت تجربة شيء مختلف والقيام بالتعلم الطبيعي من الكتب لفترة واحدة ثم التحول إلى الواقع الافتراضي».
وبعد القيام بتجربة الواقع الاقتراضي اكتشف «أورياربايد» أن بيئة الواقع الافتراضي قد أزالت الحواجز أمام العديد من طلابه الذين يعانون أثناء تعلم لغة جديدة، كما أنها ساعدتهم على ممارسة مهاراتهم اللغوية دون إحراج.